
سامية مصطفى عبدالفتاح
أهوى الكتب ففيها أُبحر حول العالم، أزورُ عوالم خفية لا يعلمها الكثير، أكتشف الحقائق المخبأة من العصور القديمة، فالكتب كالمحار عند فتحها تجد اللؤلؤ الثمين؛ لكنها تحوي لآلأ لا تُقدر بأثمان.
أنا فتاة من صِغري أعشق القراءة، بل أني فتاة من نسجِ الورق، أجدُ فيها ملاذي الآمن الذي لطالما هربت من ضوضاءِ الحياة إلي زاويهِ الدافئة.. مساحتي الخاصة.. أماني ومأمني، أنّ أُمسك بكتاب يعني أنّ أتحصن بدرعٍ استعددًا للحربِ الغوغاء.
يقولون أنّ من شبّ على شيءٍ.. شابّ عليه، فها أنا زهرةً تترعرع بمرور الزمن وتصبح يافعة لامعة تدُس رأسها أكثر وأكثر داخل المحار للفوز.. بالأمس كُنتُ أقرأ آملة الفوز، بينما اليوم أقرأ متيقنة الفوز، فقد طمأنتني الكتب.
كلما طرحتُ سؤالًا على أمي مرة تُجيبني وتديرُ دفة الحوار، ومرة تُحذرني من الكتب.. خوفًا من أنّ تجعلني والعياذُ بالله “مُلحدة” يا له من لفظٍ مُروع وكلمة ثقيلة لا تحمتلها النفس، ما المانع في القراءة إذا أخذتنا لطريقِ البحث؟
ما المانع في الفضول نحو المعرفة؟ أليست ثمينة؟ الفتاة القارئة كزهرة أقحوان تجذب الجميع إليها، كعبادِ شمسٍ ينشر البهجة، ليت الشباب يقرأ، بل ليت الجميع يقرأ، فبالثقافة تتقدم الأمم وتُبنى الحضارات، القراءة هواية رحلتها غالية، ندفعها خلال العمر بصدرٍ رحب نحو الأمل والطموح.