
وفي كل يوم أستيقظ فيه بعد ليلة مليئة بالحروب، أجد أنني أضعت عمري في الهروب من الذكريات ومحاولة النسيان؛ كي يختفي الألم.
وفي العودة بالذاكرة، لم يبقَ من أجلي سوى الذكريات التي حَزِنتُ فيها بصدقٍ، أو التي ضَحكتُ فيها بِصدقٍ، وفيما عدا ذلك أحترق، لم يبقَ مني سوى غبار، سُرعان ما يختفي في مهب الريح.
تتشتت مشاعري في وجود ذكريات الحُب والمودَّة والابتسامة والحُزن والدموع، لا شيء يبقىٰ كما هو، نحن لا نفقد في هذه الذاكرة ما جعلنا نتألم بِعُمق أو نبتسمُ بصدق.
أظنني لا أؤمن بالنهايات و الرحيل؛ لأنني دائمًا ما يراودني سؤال، كيف للمرء أن تنتهي حياته بكل ما فيها من سعادة وحزن وذكريات هكذا لمجرد أن تركه شخص؟!
ولماذا كل هذا التشبث حتى لفظ الأنفاس الأخيرة!
كأن العالم ملئ بأناس منتحرين على قيد الحياة فقدوا كل مظاهر النشوة والسعادة ونسوا أنفسهم وكأنهم خلقوا لمجرد الحزن وتستمر الحياة مع مزيد من الزحف والزحف والمحاربة في الحياة منتحرين حتى الممات فاقدين الأمال!