ابداعاتخواطر

“تائهةُ في الظلام”

بقلم: إحـسـان يـوسـف

تائهةُ في الظلامِ، تائهة فى تلكَ الحَياة القاسيةٍ، لا يوجد من يَشعرُ بحَالي، أعيشُ فى غابةٍ اسكُنها بِـمفردي، يُحاوطها الديجور من كُل مكانِ، أعيشُ فيها مُنذو زمنًا طويل، أصبحت مَوطِني الأصلي الذى لا أُفارقه، كاد ظلامُها يَخفي ملامحي، تائهة وسط غابةٍ مليئةٍ بالديجورِ، بِـحيواناتِ تَفترسُني كُل لَحظه، إنها حياتي التى لا يُوجد فيها أحد يُقدر ما أنا فيهِ، ليست غابةُ عاديهَ؛ إنما هى غابة لِـتدمير زَهرةٌ کُل فَتاةٌ تَدخُلها.

يَسودُ ظلامُها من حولي، وتتطاير من فوقي أغربةٍ شديدة السواد، على تلك الأشجار؛ فى ذلك المكان المخيف، أقف لوحدي، ليس معي أحد، كُلهم تخلوا عني، لا أحد يشعر  ما بداخلي كلهم يظنون أنني مغرمة في بحارًا من السعادة، لا أحد يشعر أنني في أسوء حالي وأن حياتي الوردية أمامهم حياةً مزيفة والحقيقة أن قلبي مليئ بأحزان وجراح، لا أحد يعلم أنني أعيش في غابةً شديدة الظلام، مزدحمه بالأحزان، غابة تتوالى فيها الأيام ولانستطيع التفريق فيها بين ليلًا ونهار، الأيام الوردية التى ترونها أمامكم هي مزيفة للغاية وإنما عالمي الخاص مليئ بكثرة الظلام.

لا يوجد من يشعر بمَ أنا فيه، لا أحد يبالي بقيمة الوحدة إلا الذي عاش بها، وجروح الغدر لا تزل مشتعلة، أقف خائفةٌ جدًا من هذا المكان، الذي جعل قلبي يرتجف من كترة الخوف، ليس لدي أحدًا يَنقذُني من هذا المكان، ولا أحدًا يَعلم أين أنا، لقد ضعتُ فى هذا المكان المظلم للغايه، ولا أجدُ فيه مخرجًا، أستيقظتُ فجئةً من النوم على صوت أختي وهي تُوقظني، وأدركت أنه كان حلم مخيفًا، وحمدتُ الله أنه كان حلمًا، وليس حقيقة.

جميع الحقوق محفوظة لـ مجلة هافن HAVEN Magazine
Powered by Mohamed Hamed
error: Content is protected !!