مقالات

“الرهاب الاجتماعي”

✍🏻 إسراء طارق

من الطبيعي الشعور بالخوف فجميعنا نشعر بالخوف، ويعتبر الشعور بالخوف شيء إيجابي فالخوف يدفعنا للحذر.
ولكن ما قد يحدث عندما يزداد الخوف عن حده و يتحول من شعور طبيعي إلي شعور مؤذي وهو “الرهاب”.

الرهاب: هو شعور من الخوف المبالغ فيه وقد نصاب بالرهاب من أشياء كثيرة كالمرتفعات، والحيوانات، والزواحف والحشرات، أو الأماكن العامة، وهو شعور يحولنا من أشخاص طبيعية إلى أشخاص مريضة، لا تستطيع أداء الوظائف الحياتية،
ومن أشهر أنواع الرهاب هو الرهاب الاجتماعي أو ما يعرف باضطراب “القلق الاجتماعي”.

ما هو اضطراب القلق الاجتماعي “الرهاب الاجتماعي”:

هو أكثر الأمراض النفسية شيوعًا، يجعل الإنسان يعاني من الخوف والقلق البالغ والشعور بالإحراج بسبب خوفه من تركيز الآخرين ومراقبتهم له والحكم عليه ويدفعه لتجنب كل المواقف الاجتماعية.

أعراض اضطراب القلق الاجتماعي:

تنقسم أعراض الرهاب لأكثر من شيء حيث أن هذه الأعراض تظهر قبل أو أثناء أو بعد المواقف الاجتماعية وتتضمن الأعراض أعراضًا نفسية، سلوكية، وجسدية.

من الأعراض الجسدية:

-الخجل الشديد واحمرار الوجه
-التعرق الشديد
-الشعور بالغثيان
-الإحساس بالدوار والدوخة
-والارتباك وصعوبة التركيز
-سرعة في ضربات القلب

وهناك أعراض تظهر على الأطفال المصابون بهذا الاضطراب أثناء المواقف الاجتماعية مثل:

-البكاء بشكل مستمر.
-التعلق الشديد بالوالدين.
-نوبات من الغضب.
-عدم التحدث في أي مواقف اجتماعية.

من الأعراض النفسية والسلوكية:

-التوتر الشديد والرهبة من مقابلة الغرباء.
-الخوف من ملاحظة الآخرين قلقه وتوتره.
-الحذر الشديد أمام الناس خوفًا من التعرض للإحراج والنقد.
-الخوف من حكم الآخرين عليه.
-تجنب جميع المواقف الاجتماعية وأي موقف يشعره بالتوتر.
-صعوبة تكوين علاقات وصداقات واستمرارها.
-الشعور بالخجل بشكل مبالغ فيه أمام الآخرين.
-صعوبة الحديث والتلعثم خلاله.
-صعوبة التواصل البصري نتيجة إحساسه بقلة الثقة بالنفس.
-لوم النفس بشكل مستمر.
-الإصابة بنوبات هلع في بعض الأوقات.

أسباب الإصابة بهذا الاضطراب:
الإصابة بهذا الاضطراب لا تقتصر علي الكبار فقط فهي من المحتمل أن يصاب بها الأطفال؛ كما أن أغلب من يصابوا بهذا الاضطراب يكون في مرحلة المراهقة، ولذلك فقد تختلف أسباب الإصابة من شخص لآخر ومن هذه الأسباب:

1- عوامل وراثية:
فقد يزداد معدل الإصابة بهذا الاضطراب إذا كان فرد من أفراد الأسرة مصابا به، وذلك نتيجة للعوامل الجينية التي تلعب دورًا كبير في هذا.

2- فرط نشاط اللوزة الدماغية:
اللوزة الدماغية هي جزء من المخ مسئول عن الاستجابة المتعلقة بالخوف؛ مما يؤدي إلى الشعور بالخوف بشكل مبالغ فيه عند التعرض للمواقف.

3- العوامل البيئية:
تعتبر العوامل البيئية هي أكثر العوامل التي تزيد من معدل الإصابة فمنها:
-المرور بتجارب وأحداث صادمة ومؤلمة.
-‏التعرض للإساءة أو الاعتداء أو الإهمال.
-‏التعرض للتنمر والإهانة أمام الناس.
-‏المشاكل الأسرية.
-‏أساليب التحكم من الأهل والحماية المبالغ فيها من الآباء للطفل.

اهم طرق علاج الرهاب الاجتماعي:

1-العلاج النفسي السلوكي والمعرفي: يساعد هذا العلاج على تغيير طريقة تفكير المريض وسلوكياته في المواقف الاجتماعية وتعلم كيفية التعامل معها وذلك عن طريق:
التعرض والبيانات الاجتماعية.

2-العلاج الدوائي:
الأدوية دور كبير في تقليل الأعراض فيمكن استخدام الأدوية المضادة للاكتئاب، والمضادة للقلق وذلك بعد استشارة الطبيب النفسي المعالج.

3-التدريب على التواصل الاجتماعي: يساعد التدريب الشخص المصاب علي التغلب علي هذه المشكلة وتحسين مهاره التواصل الاجتماعي لديه وذلك عن طريق تقديم المعلومات والنصائح.

4-التفكير المنطقي :
تتمثل هذه الطريقة في العلاج على تغيير أساليب التفكير الخاطئة التي تزيد من حدة الرهاب.

و أخيرًا يجب على أي شخص يعاني من هذا الاضطراب أن يطلب المساعدة من أسرته، والذهاب لطبيب مختص حتى تستطع تخطي هذه المشكلة التي تعيق حياتك وأن تعيش حياة طبيعية.

جميع الحقوق محفوظة لـ مجلة هافن HAVEN Magazine
Powered by Mohamed Hamed
error: Content is protected !!