
بقلم/ أسماء المهدي
تعد قضية التعاطف مع الأشرار مسألة تثير الجدل وتشغل تفكير الكثيرين في عصرنا الحالي، فقد لاحظ الكثيرون تزايدًا في مستويات التعاطف مع الشخصيات الشريرة في السينما والتلفزيون، وحتى في الحياة الواقعية. سنحاول في هذا المقال استكشاف أسباب هذا التغير ومناقشة ما إذا كانت هذه الظاهرة إيجابية أم سلبية.
-الفضول حيال الشر:
البشر يميلون دائمًا لفهم الأسباب وراء الأمور، والشرير يثير فضولنا، وهذا يجعلنا نرغب في معرفة لماذا يفعلون وما يفعلون؟
-الشخصيات المعقدة:
بعض الأعمال الفنية تصوّر الشرير بشكل معقد، يظهر جوانب إنسانية في شخصيته، وهذا يجعلنا نشعر بالتعاطف معهم لأننا نستطيع فهم دوافعهم.
-درس في الحياة:
تعلم التعاطف مع الأشرار في القصص يمكن أن يساعدنا في فهم أفضل للنفس البشرية والمشاكل التي يمكن أن تدفع الناس نحو الشر.
-احذر من التعاطف المفرط:
مع ذلك يجب أن نكون حذرين من التعاطف المفرط مع الشرير، حيث يمكن أن يؤدي إلى تبرير أفعالهم السيئة والنظر إليهم بصورة إيجابية زائدة.
فان الحالة النفسية فى وقت الفعل لا تعد مبرراً لحدوثه، الحالات الاستثنائية -التى يقررها القضاة والمختصون النفسيون- تحصل بسبب إختلال الإدراك وغياب العقل وليس بسبب الحزن أو الضيق!
الإنسان مسئول عن تصرفاته، وعن عواقب أقواله وأفعاله مقصراً كان أو مجتهدًا، حزيناً كان أم سعيداً، مطمئناً كان أم خائفاً.
-الحاجة إلى توازن:
إن التعاطف مع الأشرار ليس ضرورة مطلقة، ويجب علينا أن نحترم حدود الترفيه ونفهم أن الشرارة في الحياة الحقيقية تحمل عواقب جسيمة، ولا يجب أن ننسى دورنا كمراقبين ومعنيين للقيم والأخلاق.
في النهاية، يبدو أن التعاطف مع الأشرار هو ظاهرة طبيعية في عصرنا الحالي، إنها فرصة لفهم البشرية ومحاولة فهم الأسباب التي تدفع البعض نحو الشر. ومع ذلك يجب علينا أن نحترم التوازن ونتجنب الانجراف نحو التعاطف المفرط، اليقين بأن ليست كل الأفعال الشريرة ترجع للحالة النفسية فقط وأن كل إنسان مسئول عن تصرفاته التي لها تأثيرات سلبية على المجتمع لذلك يجب أن يعاقب كل من يستحق العقاب.