ابداعاتخواطر

إصلاح

بقلم: إحسان يوسف

هذه أنا أحاول إصلاح نفسي، من همومي، تعبي، مسكت مرآتي وفرشة ألواني، قمت برسم بعضًا من ملامح وجهي، رسمت الشفاه فوجدتها لا تبتسم، فقمت بتحديد عيوني، فوجدتها تبكي من الألم، كلما رسمت شيئًا من ملامحي وجدتُها حزينة، حاولت تكررار رسم أيّ شيء من ملامحي ضحكتي، بسمتي؛ لكن لا فائدة من ذلك، أصبحت عيوني مليئة بالدموع الجافة، فقدتُ ضحكتي ونسيتُ كيف ابتسم؟
فقدت نفسي، ولا أعلم الآن من أنا، فمن أنا؟

أنا من جئتُ للدنيا لا ترغبني، أنا من جئتُ لزمنٍ ليس زمني، جعلتُ دموع عيوني تتراقص على أوتار أحزاني، أنا الآن لا أعرف نفسي من أكون!

لماذا أصبحت هكذا؟
لماذا عوت تلك الفتاة البائسة من الحياة، تخفي حزنها وراء إبتسامة صغيرة ترسمها على وجهها، تهرب بها من حياتها.

كل من يراني يقول لي أنكِ سعيدة وتأخذين الحياة ببساطة وسعادة، ولا تأخذين الأمور على حبل أوتارك، ويقولون أيضًا أنني عديمة المشاعر، ولكن لا أحد يشعر  ما بداخلي كلهم يظنون أنني مغرمة في بحارًا من السعادة، لا أحد يشعر أنني في أسوء حالي وأن حياتي الوردية أمامهم حياةً مزيفة والحقيقة أن قلبي مليئ بأحزان وجراح، لا أحد يعلم أنني أعيش في غابةٍ شديدة الظلام، مزدحمة بالأحزان، غابة تتوالى فيها الأيام ولانستطيع التفريق فيها بين ليلًا ونهار، الأيام الوردية التى ترونها أمامكم هي مزيفة للغاية وإنما عالمي الخاص مليئ بكثرة الظلام.

كنت أظن عندما أهرب من ذلك العالم، وأقوم برسم ملامح جديدة لا أحد يعرفها، سوف أنجو بحياتي، حاولت استرجاع بعض من ملامحي لأمزجها مع ملامحي الجديدة؛ ولكن وجدتها تلاشت وكادت حياتي وأفكاري تتلاشي أيضًا معها، والآن لا أستطيع أن أفهم من أنا، كنتُ كالفراشة تحلق بالسماء ترى الأشياء جميلة مثلها، أما الآن أرى إنعكاس شخصًا على المرآه ليس يعرفني، ليتني لم أقترب كان كل شىء جميلًا من بعيد كنت سأظن أن شيئًا جميلًا قد فاتني؛ لكن الآن لا أشعر سوى بخيبة الأمل، محاولات عام باكمله تنتهي بالبكاء وسادتي، هى من رافقت ذلك الحزن هى التى شهدت كم تألمت حتى أصبحت تائهه أبحثُ عن نفسي…!

جميع الحقوق محفوظة لـ مجلة هافن HAVEN Magazine
Powered by Mohamed Hamed
error: Content is protected !!