شاهدت بالصدفة البحتة مجموعة مقاطع من عمل فني مر علية ٣٤ عاماً وهو مسرحية “الواد سيد الشغال” التي أنتجت عام ١٩٨٥ للفنان “عادل إمام” وهو في أوائل شهرته.
استعجبت ضحكاتي المتواصلة على إفيهات قد سمعتها مليون مرة من قبل، وكيف أنني لا زلت أضحك على تلك الإفيهات حتى الآن.
في مشهد آخر يعلق “سيد” علي كمية اللحوم المتواجدة بالثلاجة قائلاً “يعني هما ناس عندهم لحمة عازمين ناس عندهم لحمة عشان يأكلوهم لحمة، دي اللحمة اللي في الثلاجة دي تأكل بولاق الدكرور ياخال” ثم ببراعة إجتماعية يتسائل “هو اللوري بيخش هنا إزاي؟” فيستعجب خالة قائلاً “لوري إيه يابني؟” فيرد عليه سيد قائلاً “اللوري اللي بيدخل البيض”.
وفي مشهد يحاول فيه الواد سيد الشغال أن التملص من رجال المباحث عندما جاءوا للقبض عليه، فقرر أن يقوم بتشتيتهم ببراعة باختلاق المواضيع وسردها حتى يقومون بنسيان الموضوع الأصلي حتي يصل الي طريقة علاج البواسير الذي تساءل عنها الرجل قائلاً “أمال أحطها فين؟” فكانت نظرة “عادل إمام” الذي عندما تراها كل مرة تضحك معرباً عن إنك تعرف الإجابة التي من المفترض أن يجيب بها الزعيم على الرجل إلا أنه استطرد قائلاً بدعابة سياسية “حطها في صندوق التوفير”.
وفي مشهد أخر يقوم “سيد” بتقبيل رأس ويد خاله عندما يقوم بتقديم كوب الماء له ويأخذه تحت زراعية في موسيقى حزينة وهو يقول “هييييه .. ما دايم إلا وجه الله” ثم سرعان ما يخرج من المشهد الدرامي بالإيفيه الكوميدي الشهير “ثم ماتت رابعة إلى أخره وعندما عرض المسلسل على التليفزيون مات المشاهدون جميعاً”.
وفي مشهد أخير يقرر الزعيم الخروج عن النص المسرحي ويقرر القائمين على العمل الفني الاحتفاظ به حتى الأن عند قول الزعيم “مش هاكمل المسرحية إلا أما تحطها في جيبك”.
في الأربع مشاهد الذين ذكرتهم بالأعلى، كان كل مشهد له ظروفه وملابساته التي لا يمكن الخروج عنها بالكوميديا .. إلا أن الزعيم استطاع فعل ذلك ببراعة حتى في المشهد التراجيدي الذي إحتوي فيه خاله.
لا أنكر أن البطولة في العمل الفني لصاحب السيناريو والحوار ولكن براعة الممثل وأدائه على المسرح لها فارق كبير في نجاح العمل الفني، فتخيل لو كان هناك علي المسرح شخصاً غير الزعيم “عادل إمام” فكيف كان سيصمم تلك المشاهد
في حقيقة الأمر أن الزعيم “عادل إمام” شخصية لن تتكرر علي مر الأزمنة، فهو زعيم الكوميديا الحركية والكلامية، إستطاع بخفة دمة المطلقة وتعبيرات وجهه الكوميدية التأثير على الأوساط الإجتماعية والفنية والسياسية مجتمعة بمجموعة من الأفلام والمسرحيات والمسلسلات الفنية الكوميدية الهادفة للدرجة التي تجعلك تشاهد عمل مر عليه ٣٤ عاماً وما زلت تضحك أمامه.
الفن رسالة والفنان “عادل إمام” هو خير من أوصل تلك الرسالة بطريقة شعبه التي يعرفها .. الكوميديا.
