أخبار سياحية

ما لم تعرفه عن قصر البارون ولماذا سمي ببيت الأشباح ؟!

كتبت/ سماح الصاوي

تم بناء قصر البارون علي يد البارون امبان المليونير البلجيكي عام 1905 م،ولو قمت بزياره بعد ما اعلنت وزاره الآثار إفتتاحه مؤخرآ وشاهدت القصر من الداخل فسوف تجد على جدرانه رسومات غريبة لجماجم ونجمة داود وطلاسم غريبة لا تفسير لها وسوف يسترعى إنتباهك أيضا وجود عدد كبير من الوطاويط ميتة ومذبوحة.

وكان البارون إدوار إمبان (1852- 1929) مرتبط بمشروعات التطور الصناعي في أوربا و شارك في مشروعات عملاقة في داخل أوروبا وخارجها وفي أسبانيا وروسيا والصين ومصر وغيرها ،وقد تقدم البارون إمبان سنة 1905 إلى الحكومة المصرية للسماح بإنشاء ضاحية مصر الجديدة لإقامة مساكن كبيرة من الأراضي الصحراوية بسعر جنيه واحد للفدان الأرض،

وبتشجيع من الحكومة المصرية وتسهيلات كبيرة أقام البارون العديد من الشركات كشركة المياه والكهرباء ومترو مصر الجديدة وشركات أخرى لتقسيم الأراضي وبناء مساكن، وقد بنى إمبان هذا القصر عام 1872 م كقصر خاص له وتم بناؤه في خمس سنوات ليخرج على هذا النحو الرائع من الجمال.

وتم بناء القصر علي مساحة ستة أفدنة ونصف أي حوالي 30 ألف متر مربع ،وحديقته كانت كلها موالح ولكنهم منعوا الماء عن القصر فجفت الحديقة ،،ويتكون القصر من جزأين القصر الرئيسي وملحق صغير بالقرب منه، وعلى جدرانه توجد تماثيل رائعة من المرمر والرقصات من الهند، وأفيال ترفع النوافذ وفرسان يحملون السيوف وحيوانات أسطورية متكئة على جدران القصر ونموذج لبوذا وقطع فنية صيغت بأيدي فنانين عالميين. والقصر من تصميم الفنان الفرنسي العالمي “الكسندر مارسيل” الذي جمع بين أسلوبين من المعمار ،

أحدهما ينتمي لعصر النهضة وخاصة التماثيل الخارجية… والأسلوب الآخر وهو بناء القصر نفسه الذي ينتمي إلى الطراز الهندي بقبته الطويلة المحلاة بتماثيل الإله بوذا والحجرات المزينة بتماثيل من القصص الهندية الخرافية.. وقد صمم القصر بحيث لا تغيب عنه الشمس فهو يدور فوق عجلات متحركة على رولمان بلى ،

فقد صب العمال المصريين ولأول مرة تحت أشراف مهندسين من بلجيكا وإيطاليا اكبر قاعدة خرسانية ترتكز على رولمان بلى، ولمن علا الصدأ الآن العجلات ووقف ساكنا في مكانه لا يبارحه، ولا يوجد في العالم كله قصر يتحرك إلا قصر البارون، وقصر السكاكيني بحي السكاكيني بالقاهرة وهو معطل أيضا بعد أن أصابه الشلل.

ويوجد بقصر البارون سراديب طويلة أحدهما يؤدى إلى الكنيسة التي تحولت باسمه، والثاني يؤدى إلى الفندق الذي يحمل اسمه أيضا وهو فندق البارون، أما السرداب الثالث فهو يؤدى إلى قصر الرئيس”

عاش إمبان مع زوجته البارونة وابنتيه، ولكن حدثت حادثة بشعة لزوجته حيث قيل أنها حشرت في المصعد الذي ينقل الطعام أو قد تكون سقطت من أعلى البرج وماتت، وفي كلتا الحالتين كانت الجريمة بفعل فاعل، وكانت ابنته الصغرى “أن” عمرها عندئذ ثمانية أعوام، وقد شاهدت هذه الحادثة البشعة فأثرت عليها كثيرا.

أهتم البارون إمبان بتعمير ضاحية مصر الجديدة، وكان يساعده في هذا الدوق “ماريبى” الرجل الفرنسي الثرى، ونشأت صداقة بين “أن” التي بلغت السابعة عشر من عمرها وبين “سيلفيا” ابنة الدوق ماريبى.. كانت “سيلفيا” لها علاقات شيطانية واستطاعت أن تسيطر على “أن”، وقد أهدتها ورقة مفضضة رسم عليها الصليب المقلوب، فقامت أن بتثبيتها على جدران حجرتها الوردية الجميلة التي تقع غرب القصر.. لم تعلم أن أن صديقتها سيلفيا تقودها إلى عبادة الشيطان دون أن تدري، فتغير حالها كثيرا، وقد تعالت ضحكاتها ليلا مع صديقتها سليفيا، انطلقت رائحة البخور من غرفتها… ودخلت مع سيلفيا وأصدقاء سيلفيا المقربين إلى السرداب حيث كانوا يطلقون البخور، وينشدون الترانيم الحزينة، عندئذ تسترجع أن موت أمها فتصاب بهياج بينما يقوم الأصدقاء باستدعاء الشيطان بقصد العبادة له…

وبعد أن ساءت حالة أن ولاحظ أبيها وخادمات القصر هذا، وأشار طبيب القصر إلى ضرورة تغيير حجرتها حتى تشعر بالهدوء والاسترخاء ولكن دون جدوى.. وما زاد الأمور سوء مصرع ست خادمات الواحدة تلو الأخرى، ومنهم مدام “دى مورييه” رئيسة خدم القصر، حيث حشرت في المصعد الذي يبدأ من البدروم حيث المطبخ إلى الدور العلوي وكان يحمل رأسها منفصل عن جسدها..

والعجيب أنه عقب كل حادثة كانت أن تحاول الانتحار مما كان يشير بوجود صلة بينها وبين هذه الحوادث البشعة.. أيضا لقى شقيق البارون مصرعه داخل السرداب، لم تدم هذه الأحداث طويلا فبعد سنتين من التعرف على سيلفيا الشريرة لقيت أن مصرعها وهى في التاسعة عشر من عمرها.. وعاد البارون إمبان إلى النمسا بعد هذه الكوارث وبعد أن أصيب بمرض نفسي.

وقيل أن الشيطان أختار قصر البارون لأن القصر كان سداسي الأسوار مما يتناسب مع الشرط الثاني لعقيدة الديمون في الاتجاهات الستة… والمخالفة لرباعية الاتجاهات (رمز الصليب المسيحي) حيث يأبى الشيطان إيفاد مبعوثه ضمن مساحة محاطة بهذا التكوين

ويقال أن أصوات ترتيل حزينة تسمع ليلا في غرفة الدماء بالقصر خلال شهر مارس من كل عام، وهو الشهر الذي لقيت فيه أن مصرعها، وكثرت الشائعات حول القصر حتى أنه جاء بعض الأجانب لزيارته خلال عام 1982، 1986 م ، أما في السنين الأخيرة فقد تردد بعض الشباب والشابات على القصر حيث كانوا يقيمون طقوس العبادات الشيطانية.

اطلب برنامج ويبو للمدارس والجامعات اطلب برنامج ويبو للمدارس والجامعات
error: Content is protected !!