مقالات

كيفية بناء الثقة بالنفس

بقلم / ياسمين خالد

تعتبر الثقة بالنفس من سمات الناجحين، وأهم الصفات التي يُنصح التحلي بها في كل الأحيان ولا سيما في بداية التعرف على أشخاص جدد أو التقدم للحصول على وظيفة. تكمن الثقة بالنفس في الاعتماد على الذات، والتأكد من صحة ما تصدره من أقوال وأفعال، وهي سمة شخصية تكسب الفرد شعور إيجابي بالكفاءة، وتزيد دافعيته لمواجهة الظروف والعقبات والتغلب عليها. توجد مشكلة عدم الثقة بالنفس لدى الكثيرين، وتتمثل في الشعور بالقلق في اللقاءات الاجتماعية خاصة مع أفراد جديدة، وتبدأ تتبادر إلى أذهانهم أسئلة، مثل: (ماذا سوف أقول؟ من الذي أتحدث إليه؟ كيف أتصرف في بعض المواقف؟…)، وغيرها من الأسئلة التي يمكن أن تؤدي في النهاية إلى عدم ذهاب الشخص إلى اللقاء أو أي تجمع. يمكن بناء الثقة بالنفس من خلال اتباع بعض النصائح.

كيفية بناء الثقة بالنفس

١. تأتي الكفاءة الذاتية كأهم خطوات بناء الثقة بالنفس. تُبنى الكفاءة الذاتية على اعتقاد الإنسان بأن لديه القدرة على التأثير على حياته وتغييرها للأفضل. إن شعور الإنسان بأنه لا يملك السيطرة على مستقبله؛ بسبب الظروف الخارجية، أو أي سبب آخر، يجعل كفاءته الذاتية منخفضة.

٢. تُعد مقارنة النفس بالآخرين إحدى مسببات فقدان أو انخفاض الثقة بالنفس؛ لأن المقارنات تقلل من عزيمة النفس وثقتها، لذلك عليك الابتعاد عن المقارنات تماما. اعلم أن الناس متفاوتون في قدراتهم، ولن يبلغ أحد الكمال، كما أن قصور الإنسان في أمر ما يجب أن يفيد الإنسان ولا يسبب له الإحباط. تمتلك كل نفس صفات تنفرد بها، وعلى الجانب الآخر قصور في بعض الخصائص والملكات، والمقارنة لا تكون على تمام الصفات وحسنها فقط، ولا يمكن أن تكون في موقف واحد أو مجال واحد فقط.

٣. يبدأ بناء الثقة بالنفس بالرضا المبدئي عن الذات، وصفاتها، وخصائصها، وما تمتلكه أو تفتقده من مهارات، ولا بد من التطلع نحو تغيير نقاط الضعف إلى جوانب مليئة بالفخر والاعتزاز. تساعد معرفة مميزات الشخصية والتأكد من أن لكل فرد جانب معين لا يمتلكه الآخرون على بناء وتعزيز الثقة بالنفس.

٤. الثقة بالنفس لا تعني التدعيم الدائم لكل تصرفات الذات، فلا بد من مراجعة النفس والتعلم من الأخطاء، مما يساعد على اكتساب الثقة، وبنائها بدلا من الحط منها بارتكاب بالمنكرات والمشتتات الأخلاقية، واتباع الهوى. عندما تغرق النفس في اتباع الهوى وارتكاب المعاصي، يغيب عنها الهدف ويتأخر إنجازها وبالتالي تتراجع الثقة بالنفس.

٥. يعتبر التخلص من العلاقات السلبية والابتعاد عن البيئات السلبية المليئة بالإحباط أهم  العوامل لبناء الثقة بالنفس؛ لأن المحيط السلبي يصنع الشعور بالإحباط والسلبية بالنفس، كما أن البيئة السلبية تقلل من مهارات التفكير والإعجاب بالذات. يمكن أن تتمثل البيئة السلبية في الشخصيات المتذمرة الذين يتقنون فنون الشكوى والاعتراض.

الثقة بالنفس والغرور

يخلط البعض بين الثقة بالنفس والغرور، لكن هناك فرق واضح بينهما، فالثقة بالنفس سمة حميدة من سمات الشخصية القادرة على صناعة النجاح والتغيير، وهي مبنية على الاطمئنان المتوازن بعد معرفة ورؤية موضوعية لمهارات ومميزات النفس. أما الغرور هو قائم على الباطل وعلى الغطرسة وحب الذات لدرجة الأنانية.

جميع الحقوق محفوظة لـ مجلة هافن HAVEN Magazine
Powered by Mohamed Hamed
error: Content is protected !!