الفن نيوز

“ليه لأ” دعوة للتمرد على التقاليد

بقي ثلاث حلقات فقط على انتهاء مسلسل “ليه لأ” الذي حقق جدلاً واسعاً منذ الحلقة الأولى، و هو عمل فني ثري، يناقش مجموعة من القضايا و المشكلات الخاصة بالعلاقات على اختلافها.

و لكن أكثر قضية أحدثت جدلاً كبيراً لدى مشاهدي العمل هي عندما قررت بطلة المسلسل “عليا” الهروب من عقد قرانها من دون التفكير في الرجل الذي كانت ستتزوجه، و الفضيحة التي تسببت بها له و لأهلها كذلك.

و قد اعترض المشاهدين على هذا الحدث، فاعتبروه تحريضاً للتمرد على الأهل، و لم يجد لها أحد أي عذر إلا القليل ممن مروا بتجارب مشابهة.

و على الرغم من رفضي التام لهذا التصرف، إلا أن الخطأ ليس منها وحدها، لكن الأهل و المجتمع يتحملوا تبعات هذا التصرف معها.

في الواقع إن المجتمع و الأهل يمارسون ضغطاً كبيراً على الفتيات في المجتمع العربي بشكل عام، و المصري بشكل خاص، فيشترطون عليها الزواج في سن معينة، حتى لا تتعرض للغمز و اللمز، و القيل و القال، و لتتحاشى نظرة المجتمع لها، فتتزوج أول من يطرق بابها، دون مراعاة الإختيار الأنسب لها.
فكما قالت “عليا” بالمسلسل لوالدتها أن أهلها هم من أجبروها لتتزوج من شخص لا تحبه، و ليس المقصود من الإجبار هنا إجبار بالفعل و لكن إجباراً معنوياً، ذلك بقولهم أنها “لن تتزوج أبداً” و أنها “لن تنجب في هذا العمر” لمجرد أنها في الثلاثين من عمرها، و غيرها من العبارات التي يرددها الناس في المجتمع.

و في ظل انتقاد البعض لفكرة المسلسل الذي يدعو لاستقلال الفتاة، إلا أنه استطاع التحدث بلسان كل فتاة لا تريد الزواج فقط من أجل أن تحظى بلقب “متزوجة”.

لقد تطرق المسلسل لقضية تمس أغلب بنات المجتمع المصري، فهي قضية لا يتم طرحها أو حتى التطرق إليها على هامش قضايا أخرى، ربما لأننا نخجل من التطرق لهذا الموضوع، أو لأننا لا نرى أية أهمية له، لا أعلم السبب لكن كل ما أعرفه أنه يوجد عدد كبير من البنات يعانين بسبب ضغط المجتمع عليهن للزواج.

و في رأيي استطاعت أمينة خليل تجسيد دور الفتاة التي تتمرد و تسير عكس التيار، فقامت بكسر جميع الحواجز التي تمنعها من الوصول إلى نفسها.

لقد نجح صناع هذا العمل و بجدارة في مناقشة قضية لم يتم التطرق إليها بهذا القدر من الشجاعة مسبقاً في أي عمل درامي أو سينمائي، فكانت مجازفة و جرأة منهم أن يقدموا هذه الفكرة على الرغم من علمهم أنها لن تحظى بقبول الكثيرين.

و بالفعل لا يجب على الفتاة التخلي عن أحلامها، و التضحية بنفسها من أجل إرضاء أحد، فالناس لن يشعروا بها، و لن يعيشوا حياتها، لذلك لا يجب عليها أن تسير في حياتها وفقاً لأرآء الناس، فهذا هو الضعف بعينه، لكن المواجهة و تحدي التقاليد البالية هو الحل الأمثل للحياة.

اطلب برنامج ويبو للمدارس والجامعات اطلب برنامج ويبو للمدارس والجامعات
جميع الحقوق محفوظة لـ مجلة هافن HAVEN Magazine
Powered by HAVEN Magazine
error: Content is protected !!