كتبت: ياسمين سمير
يُعتبر النادي الأهلي للرياضة البدنية أو كما يُعرف بين مشجعيه اختصارًا باسم “النادي الأهلي” من أكثر الأندية المصرية والعربية والأفريقية شهرة وبطولات في لعبة كرة القدم، فهو نادٍ رياضي مصري مُحترف في مدينة القاهرة ويلعب في الدوري المصري الممتاز، ويُعتبر نادى الأهلى هو النادي الوحيد في مصر بجانب نادي الزمالك الذي لم يهبط إلى دوري الدرجة الثانية، تم تأسيسه في 24 أبريل عام 1907م على يد العديد من كبار الشخصيات في مصر أمثال: “عمر لطفي بك، مصطفي كامل، طلعت حرب وأمين سامي باشا”.
وتعتبر القلعة الحمراء هى الأكثر شعبية ليس في مصر فقط ولكن في الوطن العربي وأفريقيا، وتولي النادي الأهلي على مر تاريخه منذ تأسيسه عام 1907 حتى الآن 14 رئيس.
كانت البداية مجرد فكرة جاء بها “عمر لطفي بك” رئيس نادي طلبة المدارس العليا آنذاك، بإنشاء نادي رياضي موازي علي مجموعة من كبار الشخصيات في مصر علي رأسهم صديقه الزعيم “مصطفي كامل”، ليتم تأسيس النادي الأهلي عام 1907م، والذي يُعتبر هو أول نادٍ للمصريين في مصر، وفي لفتة نادرة لإنكار الذات، تنازل “عمر لطفي بك” عن شرف المنصب التاريخي لرئيس النادي الأهلي الأول لصالح الإنجليزى “ميتشل إنس” الذى كان مستشارا بوزارة المالية في ذلك الوقت، وذلك بغرض تيسير عملية الدعم المالي للنادي.
طرح “إسماعيل سرى باشا” تصميما للمبنى الرئيسي للنادي باعتباره مهندساً معمارياً وذلك بعد الموافقة على تأسيس النادي، وفي نفس الجلسة عرض “عمر لطفي بك” عقد شركة “النادي الأهلي للألعاب الرياضية” وطرحت أسهم الشركة بقيمة 5 جنيهات للسهم.
وفي يوم 2 إبريل عام 1908م، تنحي “ميتشل إنس” عن منصب رئيس النادي وتم تعيين “عزيز عزت باشا” رئيساً، ليصبح بذلك أول رئيس مصري لمجلس إدارة النادي الأهلي، وأُقيم حفل الافتتاح الرسمي للنادي للأهلي في المبنى الرئيسي للنادي في 26 فبراير 1909، وحضره الإنجليزي “إنس” رغم استقالته وعودته لبلاده، ثم تولى القيادة “عبد الخالق ثروت باشا” في 9 فبراير عام 1916م، والذي يُعتبر مؤسس قانون النادي الأهلي، ومن بعده تولى قيادة الأهلي “جعفر والي باشا” في 14 فبراير 1924، والذي يُعتبر صاحب أطول فترة رئاسة في تاريخ الأهلي، ومن ثم تولي “أحمد فؤاد أنور” رئاسة النادي في 7 يوليو 1940م، وخلفه “جعفر والي باشا” الرئاسة للمرة الثانيه في 3 فبراير عام 1941، ثم من بعده “أحمد حسنين باشا” في 1 يناير 1944م، وفي 19 فبراير عام 1947م تولي “أحمد عبود باشا” رئاسة النادي، ثم تولي رئاسة النادي من بعده “صلاح الدين الدسوقي الششتاوى” في 4 ديسمبر 1962م والذي يُعتبر صاحب فكرة مقر الأهلي الحالي، ثم تولي “عبد المحسن كامل مرتجى” الرئاسة على مرحلتين المرحلة الأولي كانت في 15 ديسمبر عام 1965 وحتى 13 يوليو 1967، ثم عاد مرة أخري لكرسي الرئاسة عام 1971 بعد الحرب على عرش الأهلي ليقود ولاية جديدة من 8 نوفمبر 1972 إلي 12 ديسمبر 1980، وكان “إبراهيم الوكيل” هو رئيس النادي في الفترة من 18 يوليو 1967 وحتى 8 يوليو عام 1971، كما تولي المايسترو “صالح سليم رئاسة النادي على فترتين وكان القدوة والمثل الأعلى في مبادئ وقيم القلعة الحمراء فكانت ولايته الأولي من 12 ديسمبر 1980 إلى 16 ديسمبر 1988، وتولي الفترة الثانية من 6 فبراير 1992 إلى 6 مايو 2002، وخلال الفترة من 16 ديسمبر 1988 إلى 6 فبراير 1992 كان “محمد عبده صالح الوحش” هو رئيس النادي، ثم تولى “حسن حمدى” النادي الأهلي خلفًا لـ “صالح سليم” في 20 سبتمبر 2002م والذي يُعتبر أصغر من شغل هذا المنصب على صعيد كافة الأندية المصرية، كما يُعتبر أكثر رئيس نادي في مصر وافريقيا حقق بطولات لناديه على جميع المستويات المحلية والقارية، فقد شارك النادي الأهلى فى بطولة العالم للأندية خمس مرات اثناء رئاسته للنادى منها أربعة فى اليابان والخامسة فى المغرب، كما حصل الأهلي على لقب الأكثر تتويجا على مستوي العالم بعدما حقق 19 بطولة قارية، اختارته الحكومة النمساوية واللجنة المنظمة لبطولة الأمم الاوربية “يورو 2008” سفيراً عن أفريقيا وقامت الحكومة النمساوية بتكريمه في حضور رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم، استطاع الأهلي أثناء فترة رئاسته عام 2008 اطلاق قناته الفضائية ليكون أول نادي في الشرق الأوسط يملك قناة فضائية، ثم ترك الرئاسة للمهندس “محمود طاهر” عام 2014 مُتأثراً بأحداث مذبحة بورسعيد عام 2012 التي راح ضحيتها 72 مِن مَن كتبوا تاريخ النادي بدمائهم، ثم تولي رئاسة النادي الكابتن “محمود الخطيب” أو ما يُعرف بالأُسطورة والرمز الذي تولي رئاسة النادي الأهلي في منافسه شرسه خلف المهندس “محمود طاهر” وفاز باكتساح وذلك في 1 ديسمبر عام 2017 وحتى الآن.
صمم “محمد شريف صبري بك” عضو النادى أول شعار للأهلي في 3 نوفمبر عام 1917م، وكان عبارة عن شكل بيضاوي مزين بتاج الملك المصري في الطرف الأعلى وهو يرمز للحكم الملكي بمصر آنذاك، وكُتِبَ في الأسفل “النادي الأهلي” وكان النسر المحلق في الوسط.
فى عام 1916م تم فتح باب عضوية النادي الأهلي للسيدات لأول مرة، وكانت علي رأس من تقدمن للعضوية هى سيدة الغناء العربي “أم كلثوم” بصفتها أهلاويه أصيلة ساهمت فى إحياء حفلات النادى الأهلى سنويا فى الفتره منذ دخولها النادى عام 1916م وحتي منتصف الخمسينات، وفي نفس العام تم تعيين “عبد الخالق ثروت باشا” رئيسًا للنادي خلفًا ل “عزيز عزت باشا”، كان من إنجازات “ثروت باشا” أنه أول من وضع قانون النادي في يناير 1916م.
وبالرغم من أن لعبة كرة القدم لم تكن من أهداف مؤسسي النادي الأهلي حيث كان الدافع هو ناد مصرى يفتح أبوابه لطلبة المدارس العليا للاجتماع وممارسة الحوارات السياسية والوطنية، إلا أن خريجى المدارس العليا من أعضاء النادى وقعوا فى غرام هذه اللعبة الجديدة ما دفع الأهلى لبناء أول ملعب لكرة القدم في عام 1909 م وكانوا يطلقون عليه وقتها “الحوش”، وتطور ملعب الكرة بالأهلي علي مر السنوات حتي أصبح ملعب “التتش” أحد معالم النادي الأهلي التي تمثل مهد بطولات نادي القرن والتى أخرجت عشرات المواهب الاستثنائية للكرة المصرية، وقد لعب “مختار التتش” في الفريق الأول بالنادي الأهلي عام 1922 ثم قرر تعليق حزاءه في عام 1944.
ومثلما كان “محمود مختار” لاعباً يضرب به المثل في موهبته ومهاراته، يضرب به المثل حتى اليوم في المبادئ والأخلاق، ولعل أبرز سمات شخصية التتش هي حبه الشديد للرياضة ولكرة القدم وإنكاره الدائم لذاته، فكان يردد دائمًا بأن الفريق هو الذي يكسب المباراة وليس اللاعب وهذا في وقت كانت فردية الأداء تجذب الجماهير، فـ يُعتبر “التتش” هو أول من رسخ المباديء التي يتحلى بها نادي الوطنية اليوم ولأخر العمر.
وفي سياق المهام الوطنية للنادي الأهلي، سافر فريق النادي الأهلي عام 1943 إلى فلسطين تلبية لدعوة الأندية الفلسطينية لتعزيز موقفها في مواجهة الأندية الصهيونية، وقتها رفض اتحاد الكرة الذي كان يترأسه محمد حيدر باشا ياور الملك فاروق سفر بعثة الأهلي إلى فلسطين بضغط من السلطات البريطانية، إلا أن “مختار التتش” جمع فريق الأهلي وسافر بصورة غير رسمية ليلبى دعوة بالمخالفة لقرار اتحاد الكرة الأمر الذي ترتب عليه شطب فريق النادي الأهلي كله وحرمانه من المشاركة في النشاط المحلى وأهمه كأس مصر، فقد أدت زيارة الأهلي لفلسطين لغضب الصهاينة، وسخط السلطات البريطانية لأن الزيارة والمباريات التي لعبها الأهلي تحولت إلى احتفالية وطنية في وقت كان الفلسطينيون فيه يواجهون عمليات الزحف الصهيوني والتجهيز لتأسيس دولة الكيان الصهيوني، ظل الأهلي محروما لعدة أشهر من النشاط، حتى قرر اتحاد الكرة العفو عن لاعبيه شريطة أن يحضر لاعبو الأهلي إلى مقر اتحاد الكرة، والتوقيع على اعتذار رسمي وآسف على السفر إلى فلسطين دون موافقة اتحاد الكرة، وبالفعل ذهب جميع اللاعبين تنفيذًا لتعليمات “محمد حسنين باشا” رئيس النادي الأهلي آنذاك بإستثناء لاعب واحد هو “مختار التتش” الذي أرسل برقية إلى رئيس اتحاد الكرة “محمد حيدر باشا” يقول فيها “لقد ذهبنا إلى فلسطين في مهمة وطنية، وهو موقف من العار الاعتذار عنه وبناء عليه فإنه لا يشرفني الانتماء لاتحاد كرة يترأسه أمثالك، وأصيب حيدر باشا بصدمة، فتم شطب “مختار التتش” إلا أن هذا الموقف كان واحدا من مواقف كثيرة تُبين مدى شجاعته ووطنيته وتمسكه بالمباديء التي سار على نهجها بعد ذلك قيادات الأهلي فيما بعد حتى وقتنا هذا، وبعد رحيل “التتش” عن عالمنا قرر مجلس إدارة النادي الأهلي إقامة تمثال له يُوضع بحديقة النادي وإطلاق اسمه على ملعب كرة القدم تخليدًا لذكراه، كما سُمى الشارع المُمتد من كوبرى قصر النيل إلى النادي الأهلي بـ شارع “محمود مختار”.
كانت المباراة الأولي في يوم 9 فبراير عام 1917م علي ملعب الزمالك، وفاز الأهلي 1-0 بهدف سجله “عبد الحميد محرم” ليخلد اسمه فى تاريخ سجلات الكرة المصرية كأول هداف للقمة، وأقيمت مباراة عودة في مارس وفاز الزمالك بنفس النتيجة.
يحتل النادى الأهلى صدارة الأندية الـ 30 الأكثر تحقيقًا للبطولات فى العالم، متفوقا على كافة الأندية العالمية، حسب القائمة التى نشرتها صحيفة “ميرور” البريطانية رغم تجاهل الصحيفة لأكثر من 18 بطولة أخرى فاز بها الأهلى.حصل الأهلي على 20 بطولة قارية جعلته في المركز الثاني بين أندية العالم بعد “ريال مدريد”، وحصل على 137 بطولة أهلته بأن يكون في المركز الأول بين أندية العالم، وصل الأهلي إلى رقم قياسي بحصوله على درع الدوري المصري لكرة القدم 41 مرة كان آخرها درع عام 2019م، وبطولة كأس مصر 36 مرة كان آخرها عام 2017م، كما حصل “المارد الأحمر” على بطولة دوري أبطال إفريقيا 8 مرات كان آخرها في العاشر من نوفمبر عام 2013م والتي مكنته من التأهل إلى كاس العالم للأندية للمرة الخامس في تاريخه، فاز الأهلي او كما يُعرف بين مُشجعيه بـ “نادي الوطنية” بكأس السوبر المصري 11 مرة والسوبر الإفريقي 6 مرات وكأس إفريقيا لأندية أبطال الكؤوس 4 مرات بالإضافة إلى كأس الاتحاد الإفريقي مرة واحدة والكأس الأفروآسيوية مرة واحدة أيضًا، وجمع الأهلي بين بطولتى الدورى والكأس 14 مرة فى تاريخه كان أولها في موسم “1948 _1949” فكان أول موسم تُقام فيه مسابقة الدورى، الذي تُوج به “المارد الأحمر”، كما نجح أيضًا فى الفوز بلقب كأس مصر على حساب الزمالك فى الوقت الإضافى “3-1”.
