الفن نيوز

هل يمكن تصحيح أخطاء الماضي لتغيير المستقبل؟! .. هدف لم يتم التركيز عليه في فيلم “الغسالة”

طُرِح فيلم “الغسالة” منذ عدة أيام في السينمات بمناسبة عيد الأضحى المبارك، و قد تصدر تريند محرك البحث جوجل منذ عرضه بالسينما يوم وقفة العيد، و كان قد حقق جدلاً واسعاً عبر مواقع التواصل الإجتماعي منذ عرض الإعلان الترويجي له، و ذلك لأنه يتحدث عن الإنتقال عبر الزمن فشبهه البعض بالمسلسل الألماني الشهير “Dark”.

يبدأ الفيلم بالفنان الكبير محمود حميدة (عمر) و هو في الستين من عمره و الذي استطاع اختراع آلة زمن و هي الغسالة التي تنقله للماضي، ليمنع حدوث خطأ أدى لزواج حبيبته (عايدة) التي تؤدي دورها الفنانة هنا الزاهد من شخص آخر في المستقبل، و بمرور الأحداث يجتمع عمر و هو طفل صغير (من الماضي) و عمر و هو شاب (من الحاضر) و عمر و هو في سن الستين (من المستقبل) ليحاولوا معاً منع زواج (عايدة) من شخص آخر.

تبدو فكرة الفيلم في البداية سطحية و ساذجة و لكن من يدقق بأحداث الفيلم سيفهم المغزى الحقيقي منه، و هو رغبة المرء في تغيير ما حصل في الماضي و التدخل به و تلافي الأخطاء التي وقعت حينها لتغيير ما سيحدث بالمستقبل .

و لكن محاولة تغييرنا للقدر قد لا تعود على الجميع بفائدة، بل على العكس تماماً قد تكون غير ملائمة لأشخاص آخرين، و هذا ما تم توضيحه خلال الفيلم عندما قالت هنا الزاهد (عايدة) ل محمود حميدة (عمر) “أن الحب لا يكون بالإجبار”، فمحاولته لجعلها تحبه بتغيير ما حصل في الماضي لم يكن تصرفاً سوياً لأنه لن يستطيع تغيير مشاعر و تصرفات من كانوا عامل من عوامل الحدث الذي وقع بالفعل.

فمحاولة تغيير القدر محاولة فاشلة لأنه شئ مستحيل لكننا نستطيع التعلم من أخطاء الماضي لتفادي تكرارها مستقبلاً.

و على الرغم من أن فكرة الفيلم قوية و جديدة على السينما المصرية إلا أنها لم تكن الفكرة الأبرز، فقد كان التركيز على بطل العمل الذي يحاول اختراع آلة زمن ليسافر عبرها و يمنع زواج حبيبته، فمسألة رغبة الإنسان في تغيير ماضيه لينعم بحياة أفضل مستقبلاً لم يتم التركيز عليها و إعطاءها حقها بل كانت على هامش الفيلم و على الرغم من أنها أساس الفيلم لكن لم تكن واضحة بما يكفي ليفهمها المشاهد.

و ربما لم يتم إعطاء هذه الفكرة حقها لأنها قُدِمت في قالب كوميدي ساخر، فالأسلوب الذي تم به مناقشة الفيلم أدى لظلم الفكرة على الرغم من أنها فكرة متفردة لم يتطرق لها أحد من صناع السينما المصرية من قبل.

و على الرغم من ذلك استطاع صناع العمل تقديم كوميديا خفيفة للمشاهدين، و كان الأداء التمثيلي للجميع متميز و مختلف خاصةً الفنان الكبير محمود حميدة الذي في رأيي استطاع تأدية دوره بحرفية و عبقرية شديدة.

يؤدي دور البطولة في فيلم “الغسالة” أحمد حاتم و هنا الزاهد و محمود حميدة و محمد سلام و بيومي فؤاد و أحمد فتحي و طاهر أبو ليلة، تأليف عادل صليب، إخراج عصام عبد الحميد، و إنتاج سينرجي فيلمز و نيو سينشري و أفلام مصر العالمية.

اطلب برنامج ويبو للمدارس والجامعات اطلب برنامج ويبو للمدارس والجامعات
error: Content is protected !!