إقترنت طفولة جيل الثمانينات والتسعينات بالعديد والعديد من الرموز التى إنقرضت حالياً ليحل محلها أشياء لا تحمل أى روح .. ولعل أشهر تلك الرموز هو دب كيمو كونو الأزرق والذى سنتعرف فى السطور القادمة على قصته .
جائت قصة الدُب الشهير عن طريق الفنان هانى المصرى وهو فنان تشكيلي خريج كلية الفنون الجميلة .. و عمل كمهندس ديكور ورسام .. صمم ديكورات عدد كبير من المسرحيات المصرية الشهيرة مثل العيال كبرت ، شاهد مشافش حاجة ، و إنها حقا عائلة محترمة.
عام ١٩٧٧ طلب منه بيانكى وريث عائلةجروبي المالكة لمصنع الآيس كريم جروبي أن يبتكر ماركة تجذب الأطفال لمنتجه .. أخذ هانى المصرى يبحث عن شخصية لجذب الأطفال وإهتدى أن تكون من الحيوانات وبعد تفكير عميق تذكر أنه كان يلقب فى طفولته بتلدُب الأزرق نظراً لبدانته وإرتدائه اللون الأزرق دائماً فقرر أن يكون الدُب الأزرق هو ماركة مصنع الآيس كريم الذى تغير إسمه الى كيمو كونو ليُصبح أشهر المصانع حتى وقتناً هذا مقترناً بدُبه الأزرق .
علق المصرى على نجاح الدُب بأن كل المحاولات لوجود شخصية تنافسه بائت بالفشل وذلك لانه نبع من قلبه ووضع به قطعة من طفولته .. كان حلم المصرى أن يعمل فى ديزنى واصيب بمحاولات احباط بلغت العشر سنوات تقريبا كان من ابرزها حينما قبلته الشركة وأخبرته بأن يحضر نفسه للسفر للعمل في أحد فروعها في فلوريدا و فوجئ بالمسؤول يتراجع عن القرار ويسند الوظيفة لرسام من أقاربه .. ولكن القدر أعطاه الفرصة مرة أخرى فى بداية التسعينيات ليحقق حلمه حينما عثر بالصدفة على إعلان لشركة “والت ديزني إيماچينيرنج” تطلب فيه رسامين للعمل لديها قبل غلق باب التقدم بساعات وبالفعل تم تعيينه هذه المرة وبدأ رحلة الإبداع.
ومن أشهر أعماله مع عالم ديزنى هو تصميم منزل ميني ماوس الشهير و منزل بندق .. كما شارك في الفيلم الكارتوني أمير مصر الذي أخرجه ستيفن سيبلبرج .. ويعد أول نصرى يعمل بديزنى .
جدير بالذكر أن الفنان هاني المصري قد وافته المنية فى أحد مستشفيات كاليفورنيا من مضاعفات مرض سرطان الدم “لوكيميا” بعدما أصيب بالتهابات قوية في الرئة وضمور في العضلات ومشاكل في الكلى .. و كان ينتظر أن يعود إلى مصركي ينجز كتابه الذي يحكي فيه سيرته مع عالم والت ديزني الذى أعطاه عنوان الساحر والمحبط معا .. وكان قد ودع اصدقائه ومتابعيه بتدوينة على حساب الفيس بوك قبل وفاته بايام قليلة عن عمر يناهز ٦٤ عام.
