خواطر

العزلة دواء

بقلم / نوال محمد

“لا بأس بقليل من العزلة حتى يلتئم ما نُشب بداخلنا بفعل الأيام”

تأتي أوقات نشعر وكأننا لا نريد شيئًا سوى أن نُفرِغ الوَجع الذي بداخلنا، هلكت أرواحنا من محاولات شرحها للأخرين، هلكت من قسوة الألم ومرارة الأيام، فليس كل الجروح بسيوف البشر، فللدنيا سيف قاس أيضاً، ينشب بالروح ويتركها تعاني ويلات الألم ولا سبيل لتضميده سوى الانفراد و التنحي بعيدا .

في بعض الأحيان يكمن السبب الأساسي للنضج هو الانعزال، سبب لنتخطى به كل شيء، فاصل لإعادة ترتيب الأولويات وهيكلة النفس و العقل، لنتعايش مرة أخرى، لنقف دون أن نسقط، لنتغلب على شبح الألم والذكريات، لنبدأ من جديد دون أن ندير ظهرنا للماضي، فلا شئ يضاهي أن نكون بمفردنا، فى انعزال هادئ بغرفتنا، تحيطنا أشيائنا المفضلة، يحُيطنا لطف جلي، يُشعرك بامتلاكك العالم أجمع دون أعتراض أو إزعاج من الآخرين.

علينا أن نثق أكثر، أن نقف أمام العالم بقلبٍ لا يُهاب أي شيء بل سيدفعه بعيدًا، علينا التأكد بأن المسار صحيح وإن لم يكُن فسنجعله صحيحاً حتى وإن كان صعبًا، أن تتغلب على كل شئ و تكون أنت الكيان، فلا بُد أن تمُر بكل ما هو مُر لكي يعوض الله قلبك، لكي تتعلم معنى الصبر و تتعلم معنى الحياة.

جميع الحقوق محفوظة لـ مجلة هافن HAVEN Magazine
Powered by Mohamed Hamed
error: Content is protected !!