أخبار

“حفلة التطبيع”غرائب وتناقضات

كتب: نعمة الحكيم

سلطت صحف عربية الضوء على زيادة وتيرة التطبيع بين عدد من الدول العربية وإسرائيل في الآونة الأخيرة ، لتعود إلي الواجهة قضية التطبيع مع الكيان الصهيوني ، من خلال تجمع قادة الأنظمة العربية في مؤتمر “وارسو” بقياده إسرائيلية ، سعيًا لحرف بوصلة الصراع مع الكيان الصهيوني إلي الجمهورية الإسلامية الايرانية ، وهو المؤتمر الذي شهد العدو قبل الصديق إنه فشل قبل إنعقاده من خلال التراجع عن اهدافه وتغيرها وخفض مستوي التمثيل ، ولكن ما بدا لافتًا إنتقال المشاركين العرب من التطبيع السري إلي المجاهرة العلنيه ، وعقد اللقاءات الخاصة والعلنيه مع وفد الكيان الصهيوني برئاسة نتينياهو.

فما هو التطبيع؟


في اللغة يُقصد بكلمة ” طبّع ” جعل الأمور طبيعية ، أو جعل الشئ مناسبًا للظروف وأنماط الفعل الطبيعية ، ويطبع الشئ يعني أن تجعله طبيعياً عادياً ، وذلك من خلال تكييفه مع حالة ما هو شاذ ، غير مألوف حتي يصبح طبيعياً ومألوفاً عادياً .

وفي قضية الكيان الصهيوني التطبيع هو المشاركة في أي مشروع أو مبادرة أو نشاط محلي أو دولي ، مصمم خصيصًا للجمع سواء بشكل مباشر أو غير مباشر بين العرب وإسرائيلين افراد كانوا أم مؤساسات ، ولا يهدف إلى مقاومة أو فضح الإحتلال وكل أشكال الاضطهاد الممارس علي الشعب الفلسطيني.

أشكال التطبيع

١. التطبيع العسكري: هو تعاون بين إسرائيل والبلدان العربية عبر إنشاء الكيان الصهيوني المعسكرات لتدريب وإستقبال الضباط في الجيوش العربية من أجل تدريبهم ،وإجراء صفقات بيع اسلحة بين هذة الدول.

٢. التطبيع الدبلوماسي: يكون من خلال فتح سفارات أو ممثلين دبلوماسين للكيان الصهيوني في البلدان المطبع معها وذلك لتقوية العلاقات فيما بينهم.

٣. التطبيع الثقافي: هو تبادل التفاعل الحي والمباشر من خلال المؤتمرات والمحافل الثقافية والادبية ، ما يعني القبول بالطرف الإسرائيلي وبالكيان الذي يمثله.

٤. التطبيع الاقتصادي: هو دخول الكيان الإسرائيلي إلي الأسواق العربية وتسويق منتجاته ومن الممكن أن تكون بأسماء شركات وهمية.

٥. التطبيع الإعلامي: من خلال بث مقابلات مع اشخاص من الكيان الصهيوني علي قنوات عربية ، إضافة الي تغير أسم فلسطين علي الخريطة الي “إسرائيل” وذلك من أجل جعل فلسطين اسماً منسياً.

٦. التطبيع التجاري: هو تعامل التجار ورجال الأعمال في البلدان العربية مع شركات “إسرائيلية ” من أجل إدخال منتجات هذة الشركات الي تلك البلدان ، أو من خلال الاستثمارات في القطاعات الإنتاجية كإستخراج النفط والغاز.

٧. تطبيع ديني /سياحي: من خلال تنظيم المكاتب السياحية العربية لراحلات الي القدس بزريعة زيارة الأماكن المقدسة والحج الديني.

أهداف التطبيع


يهدف التطبيع الي إعادة كتابة التاريخ الحضاري لمنطقة العربية ، عبر تزيف الحقائق والبديهيات التاريخية المتعلقة بالطريقة الاستعمارية والاستطانية التي اقحمت إسرائيل في الوطن العربي ، والسعي الكبير من وراء ذلك الي تناسي القضية الفلسطنية ، وحق الشعب الفلسطيني بالعودة الي أراضية المحتلة غصبًا وذلك من خلال:-

١. التوقف عن تدريس الأدبيات والوثائق والنصوص المعادية للكيان الصهيوني ، بما في ذلك الوارد منها في بعض الكتب المقدسة كالقرآن الكريم ، حيث كثفت إسرائيل جهودها العلمية لرصد وتسجيل وتحليل المفاهيم الاسلامية المؤثرة في الصراع مع ” الصهيونيه ” كأحد أبرز وجوه العناصر البنائية للذهنية العربية.

٢. أن تصبح الجامعات ومراكز الأبحاث الإسرائيلية مرجعية علمية للمنطفة بأسرها ، بحيث تؤسس للمشروع الصهيوني ، وآحداث التفكك والفوضي داخل كل بلد عربي كاروح الثائرين المنتمين لاحزاب أوطوائف ومذاهب مختلفة من جهه ، ومحاولة تحقيق السيطرة والثقافة والعلمية والتقنية من جهه آخري.

٣. تدمير المقومات الذاتية للثقافة والحضارة العربية ، وهذا في نظر خبراء إسرائيل وباحثيها وقادتها العنصر الأهم والأكثر إلحاحاً في فرض الهيمنة الصهيونية علي العرب ، وجعلهم يستسلمون نهائياً تعبيراَ عن الهزيمة الحضارية والإنهيار والفوضي.

أما عن الدول التي تطبعت مع إسرائيل هي قطر ، السعودية ، الأردن ، مصر ، الإمارات ، البحرين ، المغرب، تركيا
وقريباً السودان.

اطلب برنامج ويبو للمدارس والجامعات اطلب برنامج ويبو للمدارس والجامعات
error: Content is protected !!