الفن نيوز

الوجه الحقيقي للمرأة التي هزت عرش مصر

بمناسبة عرض القنوات لأعمال لها طابع ملحمي وطني في هذا الشهر، قررت أن أقف عند المرأة التي هزت عرش مصر.
فأول ما يتبادر للأذهان عند سماع أو رؤية هذا العنوان، هو فيلم “نادية الجندي” التي لعبت فيه دور (نهي) زوجة (يوسف رشاد) الطبيب الخاص للملك فاروق، والفيلم مأخوذ من رواية المرأة التي هزت عرش مصر للصحفي (رشاد كامل).

وعن المرأة الحقيقية التي تناولها الفيلم في أحداثه وجسدتها “نادية الجندي” فهي سيدة شركسية جميلة الوجه ممشوقة القوام قوية الشخصية جريئة بارعة الجمال و الذكاء، فقد قال عنها (مرتضى المراغى) وزير الداخلية والحربية في عهد الملك فاروق الذى رآها كثيرًا فى حضرة الملك أنها شقراء ذات عينين سوداوين كعيون نساء المغول، بالإضافة إلى جمالها الشركسي، وعلى حسب معلومات الخاص بها في أرشيف القصر الملكى باعتبارها إحدى وصيفات القصر، فهي المدعوة “ناهد شوقى بكير”، ولدت بمدينة حلوان عام 1917م، ووالدتها وخالتها كانتا وصيفات السلطانة “ملك” زوجة السلطان “حسين كامل” أخو الملك “أحمد فؤاد” وعم الملك “فاروق” .

أما والدها فقد ذكر الكاتب الصحفى “مصطفى أمين” أنه هو الدكتور “شوقى بكير” الذي كان يعمل أستاذًا بكلية العلوم.
وقد اعتادت “ناهد” حياة الأميرات من خلال مرافقتها لأمها وخالتها أثناء عملهما كوصيفات زوجة السلطان، حتى حان سن زواجها فاختارت لها أمها الطبيب “يوسف رشاد” ابن أحد المحافظين السابقين وطبيب البحرية الملكية، والذي تزوجته عن عمر 21 عاما.


كما كان بطلا رياضيًا، حاصل على عدة بطولات فى الملاكمة ورفع الأثقال.

وعن بداية تعارفهما بالملك فاروق فكانت من خلال حادثة القصاصين، وقد قالت عنها الملكة فريدة في مذاكراتها:
لقد شاءت الأقدار والظروف أن تظهر في حياة فاروق امرأة أخرى استولت على قلبه وكيانه، هي ناهد رشاد، حرم يوسف رشاد الطبيب الخاص للملك فاروق.


وأنهت الملكة فريدة كلامها عنها قائلة: لقد ظلت ناهد تحلم بالعرش و بالجلوس بجوار الملك تحت التاج المرصع بالأحجار الكريمة، وهي تقول لنفسها ولما لا، ففريدة قبل أن تصل للعرش كانت مثلي وصيفة للملكة الأم نازلي.


وحينها عقبت الملكة فريدة قائلة: “لو وصلت ناهد للعرش لكانت ضاعت مصر وضاع عرشها قبل أن يسقطه رجال الثورة”.

ويؤكد كتاب “ناهد والملك فاروق”، أن ناهد رشاد قد تفوقت على غيرها من نساء الملك وحاشيته لما كانت تتمتع به من ذكاء فاق جمالها، فكما ذكر (مرتضى المراغى) أن جمالها وذكائها مكناها من التأثير على الملك الشاب، بل وعلى تاريخ مصر كله!

فيُذكر إحدى المواقف في مذكراته، أن يوما ما سألت ناهد الملك فاروق: “هل ستخطب فاطمة طوسون؟”.


فرد عليها: أنها مجرد صداقة، وذكرلها كم هي غيورة.


حتى قالت: “لكن يا مولاي يجب أن تتزوج، فالعرش بدون ولي عهد سيظل كرسي وحسب”.


فنظر لها بدهاء وقال: “أنا أريد أن أتزوج بالفعل لكن المرأة التي أريد الزواج منها امرأة متزوجة”.


فردت عليه: ” أمن بين كل تلك النساء تختار متزوجة”.


ليرد عليها: “لأني أحب جمالها و أنوثتها وذكائها، فهي التي تصلح أن تكون ملكة”.


وحينها استشعرت باقتراب غايتها، فألحت عليه لتعرف عن من يتكلم، حتى قال لها: ” إنت ياناهد”.

لتكتشف بعد عام من هذا الوعد بحقيقية المرأة التي يريد الزواج منها ألا وهي “ناريمان”.


وحينها قال لها: ” كنت وصيفة بلا ملكة، والآن أصبحت وصيفة للملكة ناريمان”، وحينها طرحت أحلامها أرضا، واكتشفت أنها مجرد لعبة في يد الملك، وأن وعده لها وعد مكذوب، فقررت أن تقبل الوظيفة الجديدة لتنتقم من فاروق.

فوطدت علاقتها بأعضاء مجلس قيادة الثورة وكانت نقطة ارتكاز قوية لهم للإطاحة بالملك وعرشه، بعدما عينها فاروق هي وزوجها مع مصطفي كمال صدقي زعامة الحرس الثوري، الذي كان من المفترض أن يحمي الملك من خصومه السياسين فانقلب السحر علي الساحر.

اطلب برنامج ويبو للمدارس والجامعات اطلب برنامج ويبو للمدارس والجامعات
error: Content is protected !!