أخبار

هل العالم مستعد لمواجهة البراكين في 2020 ؟

ربّما لا يزال البعض منا يتذكر بوضوح تلك المشاهد في نشرات الأخبار حول تلك الغيمة العملاقة من الرماد التي تسبب فيها ثوران بركان “كريمسفوتن” في أيسلندا عام 2011 ، وتسببت في إلغاء 900 رحلة طيران في أوروبا ، إذ كان لهذا الثوران البركاني أثر سلبي بالغ على حركة الطيران العالمية في ذلك الوقت ، الآن ، هناك دلائل واضحة على أن بركان “كريمسفوتن” يستعد للانفجار مرة أخرى ، ونتيجة لذلك ، فقد رفعت السلطات الأيسلندية مؤخرًا مستوى تهديد هذا البركان ، مما يثير مخاوف في صناعة الطيران المدني التي تعاني حاليًا من جائحة “كوفيد-19” لكن هذا البركان ليس هو التهديد الوحيد ، فهناك مخاوف لدى العلماء من تجدد نشاط عدد من البراكين حول العالم مما قد يتسبب في كوارث كبيرة تفوق الوصف ، وتعد الولايات المتحدة الأمريكية موطن لأكثر البراكين نشاطاً على وجه الأرض تليها روسيا وإندونيسيا ، ويبلغ عدد البراكين في الولايات المتحدة الأمريكية 173 بركان معظمهم موجود في الأسكا منهم 161 بركان نشط.

توقعات بكارثة عالمية جديدة

أعلن علماء جامعة ميامي الأميركية ، أن استمرار هطول الأمطار الغزيرة التي تساهم في التغيرات المناخية ، قد تكون سببا في ثوران البراكين ، وذكرت مجلة “Nature” ، بأن الخبراء درسوا أسباب نشاط بركان كيلاوا في هاواي ، وحللوا نتائج المراقبة الأرضية والفضائية لكمية الأمطار وقدروا الضغط على عمق 1-3 كيلومتر تحت بركان كيلاوا مع مرور الوقت ، اتضح للخبراء أن الضغط بلغ ذروته قبل نصف قرن من ثوران البركان الأكثر تدميرا.

ويشير الخبراء ، إلى أن هطول أمطار غزيرة قبل ثوران البركان ، تسبب في ارتفاع مستوى المياه في تشققات ومسامات الصخور ، وبالتالي في تدميرها وفي حركة الصهارة وهذا يفسر نشاط بركان كيلاوا في السنوات الممطرة ، بحسب “روسيا اليوم” ، واستناداً إلى هذه المعلومات ، عرض علماء الجامعة أول دليل عن تأثير الأمطار في النشاط البركاني ، لأنه قبل هذا كان معلومًا أن الأمطار تسبب إنبعاث الأبخرة من البراكين النشطة وهزات أرضية ضعيفة ، وقد توصل الباحثون إلى استنتاج يفيد ، بأن ثوران البراكين يمكن أن يحصل في جميع أنحاء العالم ، نتيجة زيادة الضغط في الصخور العميقة بسبب ازدياد هطول الأمطار الغزيرة.

يراقب المختصون عن كثب نشاط بركان “تال” في الفلبين والذي ثار بعد سُبات دام سنوات ، السلطات الفلبينية تحذر من أن حظوظ انفجار البركان ما زالت مرتفعة رغم انخفاض حدة ثورانه لكن “تال” يبقى بركانا صغيرا مقارنة بأخرى ضخمة قد تسفر عن كارثة طبيعية كبرى إن هي انفجرت تاريخ كوكبنا الأرض يحمل في طياته آثار كوارث مماثلة قد تهدد حياة ملايين البشر .

فهل نحن على دراية كافية بكيفية ثوران البراكين؟

بحسب فرانس 24.كريمسفوتن” هو البركان الأكثر ثورانًا في أيسلندا على مدى 800 عام الماضية ، حيث عرف 65 ثورانًا بشكل مؤكد.

كان العلماء الآيسلنديون يراقبون “كريمسفوتن” بعناية منذ ثورانه عام 2011 ، وقد رصدوا من الإشارات المختلفة ما يشير إلى أن البركان يستعد للإنفجار مجددًا ، وهو ما يهدد حركة الطيران في أوروبا التي لم تتعاف بعد من آثار جائحة “كوفيد-19” .

بركان “كريمسفوتن” هو بركان غريب ، يقع بالكامل تقريبًا تحت الجليد ، والجزء الوحيد المرئي منه هو سلسلة من التلال القديمة على جانبه الجنوبي ، والتي تشكل حافة فوهة بركان كبيرة يسمى “كالديرا” ، وعلى طول قاعدة هذه الحافة تحت الجليد ، وقع انفجار عام2011.

يتميز البركان بأن ناتج الحرارة الناجم عنه مرتفع للغاية مما يتسبب في إذابة الجليد المغطى وينتج بحيرة مخفية تحت الجليد من المياه الذائبة يصل عمقها إلى 100 متر ، كما يتميز البركان بأنه يمكن أن تكون له استجابة محفزة للضغط ، يحدث هذا عندما تستنزف بحيرة المياه الذائبة ، وتؤدي إزالة الماء من أعلى البركان إلى تقليل الضغط بسرعة ، إذ يمكن أن يؤدي ذلك إلى انفجار البركان بما يشبه رفع الغطاء عن قدر الضغط.

السبات الشمسي

قال الدكتور طارق ألمدار، باحث في معهد دراسات الشرق الأوسط ، إن السبات الشمسي كارثة تعترض كوكب الأرض ، حيث سيؤدي سبات الشمس إلى انفجار البراكين وانعدام فصل الصيف ، مع انخفاض حرارة الكوكب بشكل كبير ، وأكد عبر صفحته الشخصية على موقع التواصل الإجتماعي “فيسبوك”، أن المجال المغناطيسي للشمس أصبح ضعيفاً ، ما يسمح بأشعة كونية إضافية في النظام الشمسي ، وسبق وضرب السبات الشمسي الأرض في الألفية الماضية ، تحديداً بين أعوام 1790 و1830 ، وأدت إلى زوال الفصول الأربعة ، حيث حل محلها فصل طويل من الجليد والبرد القارس ، ما أدى إلى فقدان جميع المحاصيل الزراعية على الكوكب وانفجارات في البراكين ، عانى خلالها البشر كثيراً ، حيث كثرت المجاعات ، وتوقفت الحياة عن العمل ، حصدت موجات الصقيع الكثير من الأرواح وانقرضت بعض أنواع الحيوانات .

تمكن علماء الفلك لأول مرة ، من رصد أدلة واضحة على انبثاق أعمدة من الغاز البركاني السام من قمر المشتري آيو ، آيو براكين قمر المشتري .

بحسب روسيا اليومو قدمت الصور الراديوية الجديدة لقمر المشتري ، أخيرا ، بعض الإجابات عن الأسئلة التي طال أمدها حول غلافه الجوي.

ويعرف آيو بأنه أكبر مكان بركاني في النظام الشمسي ، حيث يملك أكثر من 400 بركان نشط على سطحه ، كما أنه رابع أكبر أقمار غاليليو الأربعة ، وهي غانيميد وأوروبا وكاليستو وآيو ، اكتشفها عالم الفلك الإيطالي غاليليو غاليلي عام 1610.

ولاحظ العلماء أن ثاني أكسيد الكبريت يهيمن على الغلاف الجوي الرقيق وسطح آيو ، والكبريت المنبعث من الداخل تنفث كغاز من خلال الانقسامات البركانية ، وتستقر على سطحه في الليل بينما تنخفض درجة الحرارة إلى ما دون درجة تجمد ثاني أكسيد الكبريت ، ما يعطي القمر درجات ألوانه الصفراء والبرتقالية والحمراء.

وفي ضوء النهار ، يتصاعد ثاني أكسيد الكبريت المتجمد مرة أخرى في الغلاف الجوي ، ويعيد ملئه في نحو 10 دقائق ، أسرع بكثير مما كان متوقعا.

ويتسرب معظم الغاز الموجود في القمر من خلال تفاعل معقد مع كوكب المشتري وحقله المغناطيسي بمعدل نحو 1 طن متري في الثانية ، ما يساهم في تكوين دوائر ضخمة من البلازما تسمى نتوء بلازما آيو التي تدور حول كوكب المشتري.

ويمكن أن يكشف الغلاف الجوي المتبقي الكثير عن العمليات الجيولوجية في باطن القمر ، والتي بدورها يمكن أن تساعدنا في فهم بعض ديناميكيات الكواكب خارج نظامنا الشمسي.

واستخدم التلسكوب الراديوي ALMA الموجود في تشيلي ، للحصول على صور راديوية تظهر لأول مرة التأثير المباشر للنشاط البركاني على الغلاف الجوي لقمر المشتري.

وبفضل حساسية تلسكوب ALMA الكبيرة وقدرتها على الدقة ، تمكن الخبراء لأول مرة من ملاحظة أعمدة ثاني أكسيد الكبريت (SO2)
وأول أكسيد الكبريت (SO) المنبعثة من البراكين بوضوح شديد.

وقدر العلماء من خلال الصور أن البراكين تنتج بشكل مباشر نحو 30% إلى 50% من الغلاف الجوي لآيو.

وأوضحت عالمة الفلك ستاتيا لوسش-كوك من جامعة كولومبيا: “عندما يمر آيو في ظل كوكب المشتري ، ويكون بعيدا عن أشعة الشمس المباشرة ، يكون الجو باردا جدا بالنسبة لغاز ثاني أكسيد الكبريت ، فيتكثف على سطح القمر.

وخلال ذلك الوقت ، يمكننا فقط رؤية ثاني أكسيد الكبريت من مصادر بركانية.

لذلك يمكننا أن نرى بالضبط مقدار تأثر الغلاف الجوي بالنشاط البركاني”.

وتمكن الفريق من التعرف بوضوح ، لأول مرة ، على أدلة على وجود أعمدة ثاني أكسيد الكبريت وأول أكسيد الكبريت المنبعثة من المصادر البركانية.

وفي المناطق البركانية التي لا تحتوي على ثاني أكسيد الكبريت أو أحادي أكسيد الكبريت ، رأوا شيئا آخر ، حيث لاحظوا كلوريد البوتاسيوم ، وهو غاز بركاني آخر ، ويعني هذا أن البراكين المختلفة تستغل خزانات الصهارة المتنوعة ، بدلا من مشاركتها.

ما يشير إلى بعض التعقيد المثير للاهتمام تحت سطح آيو.

ومن خلال الصور ، تمكن الفريق من حساب المساهمة البركانية في الغلاف الجوي لآيو ، حيث يأتي نحو 30% إلى 50% من ثاني أكسيد الكبريت مباشرة من البراكين.

ويقول الفريق إن الخطوة التالية في بحثهم هي محاولة قياس درجة حرارة الغلاف الجوي لآيو ، خاصة على ارتفاعات منخفضة.

وسيكون هذا أكثر صعوبة إلى حد ما، لكنه ليس مستحيلا.

اطلب برنامج ويبو للمدارس والجامعات اطلب برنامج ويبو للمدارس والجامعات
error: Content is protected !!