خواطر

لما أنا هنا

ضحى طلعت

الساعة الثانية عشر من منتصف الليل ؛
فى منتصف كل ليلة من كل يوم تجلس وتُفكر :
لماذا لم يشتاق أحدهم إليّ كما أفعل أنا؟
قرأت فى إحدى المواقع الخاصة بالأبراج التالي:
“كف عن لومْ نفسكِ ، أذهب وأسئلهم عن الحقيقة”

صبتٌ قدحًا من القهوة وبدأت تفكر فى حالها وكيف عليها أن تواجههم. بدأت ترتشف القهوة وعقلها يفسر فى سبب كونها معزولة عن البشر بالرغم من أنها بجانبهم طوال الوقت.

أخذت هاتفها المحمول هي عازمه على بعث خطاب طويل تستفسر فيه عن سبب كونها لاشئ بالنسبه لهم وكأنها غبار لا قيمة له سوى أنه يعكر صفو حياتهم .

أمسكت بهاتفها ولكن قبل أن ترسل شئ بدأ عقلها بخوض معاركه الداخلية مرة أخرى كما كان يفعل فى السابق لتقول:
لم يحدث شيء في حياتي مثلما تمنيته ؛ كانت مشكلتي الوحيدة أنني أجيد تصديق الأشياء والأشخاص في خيالي كثيرًا ،لم يقرأ أحد كلماتي ولا خواطري

لم تلحظ أمي الورقة التي دسستها تحت وسادتها وأنا أعتذر لها ليلة أمس عن سوء تصرفي
لم يلاحظ الشخص الذي كنت أتخفى من أجله.. اختفائي
لم تلاحظ صديقتي المقربة حزني الدائم لم يلاحظ أحد وجودي في العالم ومشكلتي أنني ألاحظهُ جيدًا،أتمني لو أختفي من داخلي .
لو لم أسأل نفسي كل ليلة لماذا أنا هنا ؟ ولماذا لا يوجد أحد هنا معي ،أتمني لو أكفُ عن طرح الأسئلة حقًا.

متي وكيف أصبحنا بهذه الهشاشة ؟

اطلب برنامج ويبو للمدارس والجامعات اطلب برنامج ويبو للمدارس والجامعات
error: Content is protected !!