قصص

بدايه مؤجله | الجزء السادس عشر

تجلس هبه مكانها في الكفيتريا يلفت انتباهها صوت هاني شاكرياتي من مسجل داخل الكافيه يغني
؛؛لو بتحب حقيقي صحيح كنت وقفت في وش الريح كنت ما سبتش قلبي جريح وسط النااااار
لو كان قلبك لسه بريء تحكم ظلم ازاي في بريء
وتسيب قلبي لوحده غريق في الطياااار
لو بتحب حقيقي بقلبك كنت عرفت تخاف علي حبك
كنت متترددش ثواني انك تسكن بين احضاني مش في دقيقه تروح تنساني بدون اعزار
لو حبتني مكنتش تقدر تخدع قلبي في حبك اكتر
اكتر ماتحملت غيابك واستنين وودموع علي بابك يبقي نصيبي اعيش في عزابك ليل ونهااااار؛؛؛؛
يمر الوقت وتغرق هبه في دموعها وشرودها ووحدتها وخوفها من مستقبل مجهول
تاتي الساعه التاسعه صباح اليوم التالي تقف هبه امام غرفه الرعايه تجد الدكتور خارج منها تقوله ….
طمني يا دكتور .
الدكتور : الحمد لله وقفنا النزيف وعملنا سونار وعرفنا الحاله بالظبط هي المفروض حتخرج كمان شويه على غرفه عاديه تقعد كده تحت عنيا يومين يعني النهارده وبكره كده وممكن تخرج التلات الصبح باذن الله وحتمشي على العلاج الكام يوم هنا والتمريض انا موصيه عليها ولما تخرج حكتبلك العلاج الجديد .
هبه : طيب الحمد لله .
بعد ساعات قليله تخرج ام هبه من الرعايه لغرفه في المستشفى وتلازمها هبه لحظه بلحظه .
تأتي ام علاء واشرف ووالده اشرف لزيارتها .
يطرقوا باب الغرفه .. تقوم هبه بفتح الباب .
ام علاء : صباح الخير على الحلوين .
هبه : اهلا اتفضلوا .
وتنظر لاشرف ومن معه باستغراب ولا تعلم من هذه السيده التي ترافقه ..
يقول اشرف : حمد الله على سلامتك يا حاجه ان شاء الله مفيش تعب تاني , والدتي جات معايا مخصوص عشان تطمن عليكي والله .
ام هبه بصوت يملأه الوهن والتعب : اهلا وسهلا خطوه عزيزه اتفضوا .
تجلس ام اشرف بالكرسي بجوار السرير الذي تستلقي عليه ام هبه وتقول لها : حمد الله على السلامه ده انا اشرف حكالي والله وزعلت جدا بس ان شاء الله تقومي من هنا بالف خير .
تقول ام علاء : تشربوا ايه يا جماعه عصير ولا شاي .
ام اشرف : لا ولا اي حاجه ان شاء الله بقى العصير والشاي نشربه في البيت لما نطمن على ام هبه اما تروح بالسلامه .
تقول ام اشرف لام هبه : احنا طبعا كنا متفقين مع ام علاء و اشرف بلغني ان احنا متفقين مع ام علاء اننا هنيجي يوم الخميس بس احنا كده هنأجلها .
ترد هبه وتقول : طبعا هنأجلها .
وقبل ان تستكمل هبه حديثها تقطعها امها وتقول : لا مفيش تأجيل انا ان شاء الله بكره او يوم التلات بالكتير هخرج من هنا بالسلامه وان شاء الله على معادنا يوم الخميس وربنا يقدم اللي فيه الخير وان شاء الله مفيش اي خلاف وانا لازم افرح بيهم .
هبه تقول لامها : هو ده وقته يا ماما الكلام في الموضوع ده مش لما نطمن عليكي .
ترد ام هبه وتقول : انا الحمد لله كويسه وانا مش هرتاح ولا ابقا كويسه الا لما اطمن عليكي وانتي لابسه دبلتك ومع حد يصونك ان شاء الله واشرف باين عليه ابن حلال .
ينظر اشرف الى هبه بنظرة حب وابتسامه كبيره فجاء اليوم الذي ينتظره من فتره …
تتأفف هبه بداخلها وتبتسم ابتسامه صفراء حتى لا يرى من حولها ما هي فيه بداخلها .
تجلس ام اشرف واشرف لحظات قليله ويتركوا ام هبه وهبه على موعد بلقائهم يوم الخميس ان شاء الله عندما تخرج ام هبه من المستشفى .
تقول ام علاء لام هبه : كنتي اجلتيها اسبوع كمان يا ام هبه لحد ما نطمن عليكي .
ام هبه : لا ازاي أجلها انا مش عايزه أجلها ده انا نفسي النهارده قبل بكره اشبكها وافرح بيها انا حاسه ان انا خلاص في اخر ايامي ونفسي اطمن عليها قبل ما اموت .
هبه : ماما انتي كده بتضغطي عليا وانا مش عايزه ازعلك .
تبكي ام هبه وتقول لها : لو بتحبيني وانا غاليه عندك ونفسك اموت وانا راضيه عليكي و ادعيلك دنيا واخره يا بنتي تحققيلي امنيتي دي , هو صعب عليكي تعمليلي حاجه انا بحبها قبل ما اموت انا طول عمري عايشه تحت رجلك وبين ايديكي وبعملك اللي انتي عايزاه ودفنت حياتي وشبابي من بعد ما ابوكي سابني عليكي عشان اربيكي واعلمك وجه اليوم اللي لازم ترديلي فيه المعروف ده .
تقول هبه : بعد الشر عليكي يا ماما متقوليش كده خلاص حاضر اللي انتي شايفاه وانا عمري ما حزعلك ولا اقدر انك في يوم من الايام تكوني زعلانه .
تقول ام هبه لبنتها : كلميلي خالتك في التليفون .
هبه : ايه لازمه خالتي دلوقتي هو لسه فيه حاجه .
ام هبه : لا هو عشان تبقى معانا يا بنتي وابنها ابراهيم يبقا موجود يبقى راجل معانا بدل ما نبقا يومها كده مقطوعين من شجره وفي نفس الوقت انا عايزه اطمن عليها واطمنها عليا وهي هتزعل لو عرفت ان انا تعبانه ودخلت المستشفى من غير ما نقولها .
تقول ام علاء : اخص عليكي يا ام هبه بردو انتو مقطوعين من شجره وانا روحت فين ده انا اليوم ده والله منال واميره واعديني ان هما هيجوا من قبلها بيوم ننضف الشقه ونعمل حاجات حلوه ونلبس هبه ونبقا معاها ونطلعها لاهل عريسها ولعريسها في احسن منظر .
تقول ام هبه : طبعا يا حبيبتي ده احنا اهل واخوات واصحاب العمر كله وانا مليش غيركو هنا .
تقول هبه : حاضر هكلمها اخر النهار .
ام هبه : لا دلوقتي حالا تروحي تكلميها .
تترك هبه امها وام علاء تخرج خارج الغرفه وتأخذ نفس عميق فهي كل ما يدور بداخل الغرفه لا يسعدها ولا يرضيها ولكن هي الان امام اختيار كبير ان ترضي والدتها وتريحها وهي في ايامها الاخيره وان ترضي نفسها وغرورها واحلامها المؤجله .
تذهب هبه الى التليفون تتحدث الى خالتها وتحكي لها ما وصلت اليها حاله امها وخالتها تقول لها غدا سوف نأتي اليكم للاطمئنان على والدتك.
ام هبه وام علاء في الغرفه وام علاء تقول لها : الف مبروك يا ام هبه شدي حيلك يالا عشان يوم الخميس نطمن على هبه ونتفق على كل حاجه وان شاء الله نقرا الفاتحه على طول .
تقول ام هبه لام علاء : انا طول عمري بجهز في هبه وجهازها جاهز يعني ان شاء الله لو اتفقنا ومفيش اي خلاف وانا مش حوقف ولا حعرقل حاجه عشان الجوازه تمشي وان شاء الله نقرا الفاتحه على طول ونشوف هما امكانياتهم ايه .
ينتهي اليوم ويأتي اليوم التالي ثم التالي ويأتي يوم التلات تخرج ام هبه من المستشفى بسلام وتكون اختها وصلت من البلد هي وابنها وبنتها , تجلس هبه واهلها جميعا وام علاء في صاله منزلهم تتحدث معهم على ما سوف يحدث يوم الخميس , تقول خالة هبه : ايه يا ام هبه انتي بعد ما حددتي وكل حاجه باعتالنا طيب باعتالنا ليه بقى .
ام هبه : لا يا حبيبتي والله انا ما حددت ولا حاجه ده الناس لسه جايين يشوفوها كل الموضوع ان انا اليوم اللي كنا اتفقنا فيه ان هما يجوا انا تعبت و دخلت المستشفى ومش انا كمان اللي كلمتهم ده ام علاء اللي كانت وسيط بينا .
تقول ام علاء : يا حبيبتي متزعليش والله ده الموضوع كله جه فجأه وانا اللي كنت موجوده كنت معديه ف اشرف وقفني وقالي وانا قولت لاختك واختك قالتلي حددي معاهم معاد واليوم اللي حددنا فيه على انه الخميس الجاي اختك تعبت ودخلت المستشفى وملحقناش نبلغ حد .
تقول خالة هبه : طيب ربنا يتمم على خير يارب وان شاء الله تفرحي بيها .
تقول ام هبه : نفسي وامنية حياتي افرح بيها قبل ما اموت .
تقول اختها : بعد الشر عليكي يا حبيبتي ان شاء الله تفرحي بيها ما هي بنتك اللي دماغها ناشفه لو كانت وافقت على ابراهيم من السنه اللي فاتت كان زمانك مطمنه عليها وكان زمانها ف وسطينا وانا كنت حطيتها في عيني .
تقول هبه لخالتها : خلاص يا خالتي كل شئ نصيب وده مش وقته وانتي فكرك يعني انا موافقه ولا راضيه على اشرف ولا على غيره انا نفسي اكمل تعليمي واكمل كليتي بس انا ماما اللي مش راضيه ومصممه وانا مش عايزه ازعلها .
تقول خالة هبه : ليه يا بنتي امك خايفه عليكي ونفسها تطمن عليكي واحنا كمان , احنا ستات وولايا ولازم يكون ليكي راجل وسند .
يستكملوا الحديث لترتيب يوم الخميس ويأتي يوم الاربع وتأتي منال واميره الى امهم وينزلوا لزياره ام هبه والاطمئنان عليها وترتيب احداث يوم الخميس ويختاروا مع هبه ملابس هذا اللقاء ويرتبوا المنزل ويجهزوه بالورد والشموع وتحضير الحلوى والمشربات التي ستقدم يوم الخميس .
يأتي يوم الخميس الساعه السابعه ويأتي اشرف وامه واخته للتعرف على هبه وامها ويتحدثوا سويا على كل شئ بخصوص الخطوبه …
تقول ام هبه : انا عايزه في اسرع وقت يا جماعه نحدد قراية الفاتحه انا تعبانه ويا عالم لو عيشت النهارده مش حعيش بكره .
تقول ام اشرف : ان شاء الله كله خير يا حبيبتي .
تقول ام هبه : انا مجهزه هبه بجهازها الكامل و كله موجود وان شاء الله مفيش اي خلاف .
تقول ام اشرف : واحنا كمان جاهزين من جنيه ل 100 الف جنيه واحلى عفش حيجيلهم وانتو عارفين ان اشرف له شقه في بيت ابوه وده ابني الوحيد وانا مش حبخل عليه بحاجه وشغله مضمون وكسيب وبيكسب من وقفته في معرض ابوه اللي هو معرضه .
يقول اشرف : خلاص يا جماعه ان شاء الله اول الشهر اللي جاي معاد الخطوبه .
ترد هبه تقول : معلش يا جماعه مش حينفع اول الشهر عشان امتحانات الجامعه بتاعتي .
تقول ام اشرف : جامعه ايه يا حبيبتي احنا بنتكلم في جواز وخطوبه وانتي تقولي جامعه .
تقول هبه : منا مش حسيب جامعتي وده اول شرط لموافقتي على الجواز .
تقول ام اشرف : وده تعقيد يعني .
يقف اشرف وينظر الى امه ويقولها خلاص يا ماما اللي الاستاذه عايزاه انا حعمله .
تقول ام اشرف :الاستاذه !! خلاص يا حبيبي شيلوا الالقاب ده انتو خلاص بقيتو في حكم المخطوبين واحنا خلاص قربنا نقرا الفاتحه .
يقول اشرف : لا طول ما هي بتتعلم وطول ما انا لسه مكتبتش عليها حتفضل الاستاذه , خلاص نستنى نقرا الفاتحه الخميس الجاي عشان بس اقدر ازورها ولا اوصلها بالعربيه الجامعه او اي حاجه اقدر اشوفها و ان شاء الله بعد ما الامتحانات بتاعت الاستاذه تخلص نحدد الخطوبه .
تقول ام هبه : لا مش خطوبه انا عايزه كتب كتاب على طول .
تقول هبه : ماما …..
تقولها امها : شششششش انا عايزه كتب كتاب على طول يا جماعه دي الاصول ما دام حنلبس شبكه ونخطب يبقا نكتب الكتاب , احنا اتنين ستات ولايا عايشين لوحدنا ومينفعش اشرف يفضل داخل طالع علينا الفتره دي كلها من غير ما يكون ليه شكل رسمي قدام الناس , الخطوبه حتمنعه انه يدخل علينا او ياخدها ويخرج عشان كده لازم نكتب الكتاب وتبقى مراته يدخل يخرج يبات محدش من الجيران ولا من اهل الحته ياكلوا وشنا ولا ايه مش دي الاصول .
يرد اشرف يقول : ونعم يا حاجه انا كان نفسي اقول كده بس خوفت انتو اللي ترفضوا .
تقول ام هبه : لا يا حبيبي ازاي انا عارفه الاصول كويس وهو ده اللي لازم يحصل .
هبه غير راضيه عن اللي بيحصل تماما وكل الكلام اللي بتسمعه من داخلها رافضاه لكن ليس بيدها اي حيله غير انها تقول حاضر ونعم لتحقيق امنيه والدتها وهي في ايامها الاخيره وفي عز مرضها .
وينتهي اليوم على هذا الوضع …….
تمرالايام على هبه وهي شبه بعضها مسلوبه الرأي والاراده تقول حاضر على اي شئ ونعم لأي شئ جميل على اي شئ .
يأتي يوم قراءه فتحتها على اشرف تقوم على صوت زغاريط امها وخالتها وبنت خالتها وصوت ام علاء ومنال واميره في صاله بيتها .
تدخل عليها بنت خالتها رشا وتقول : قومي يا هوبا يلا دا وقت نوم يلا لسه حنروح للكوافير ونظبط حالنا .
هبه : كوافير عشان قراية فاتحه امال لو دخله حتعملوا فيا ايه .
رشا : لا زمانا بنعمل حاجه تانيه هههههههههه ..
مالك يا هبه انا حاسه انك مش مبسوطه .
هبه : يااااااااه اخيرا حد سألني مالك وحس اني مش مبسوطه بقالكوا اسبوع محدش لا حس ولا سألني مالك .
رشا : بصي يا هبه يمكن انا اصغر منك اه ومكملتش تعليمي زيك اه بس كل شئ في الدنيا دي نصيب خصوصا الجواز ومدام نصيبك جه متقدريش تهربي منه المهم انك تعيشيه زي ما انتي عايزه وبالتفاهم والعقل تقدري تعمل كل اللي نفسك فيه , انا شايفه اشرف غلبان وبيحبك وممكن لو كسبتيه يعملك كل اللي نفسك فيه ومدام مقتدر ماديا يبقا مش حيبقى فيه مشاكل ابدا ولو على الحب حيجي بالعشره زي ما كلنا حبينا اجوازنا بالعشره وانا اهو بقالي سنه متجوزه وحامل وخدت على طبع جوزي واهو عيشه , وابراهيم اللي كان ميعجبوش واحده في بلدنا نصيبه جابه في قدريه كانوا اول جوازهم صوتهم يجيب البر كله ومع الوقت خدوا على بعض ويستمنالها الرضا ترضى خصوصا بعد ما جابوا يوسف ابنهم , ارضي بنصيبك يا بنت خالتي ومتبصيش لفوق …
وتشاور لها رشا باصبعها وعينها على سقف غرفتها تلميحا لها بأنها تعرف موضوع علاء وتقول : يلا يا بنت بسمه قومي البسي خلينا نلحق وقتنا …
وتتركها في غرفتها وتخرج .
تخرج هبه خلفها تجد الجميع في صاله بيتها وسط امها وخالتها يتمايلون ويصفقون على انغام اغنيه يا دبلة الخطوبه .
ترى هبه لمعة فرح في عين امها وابتسامه لم تراها من قبل و أول ما تراها امها تقوم وهي تصلب ضهرها وتنسى تعبها و الامها وتجري على هبه وتأخذها بالحضن والدموع السعيده تملئ عينها وتقول لها : مبروك يا روح قلب امك عايزاكي قمر النهارده فاهمه .
هبه تنظر في عين امها وتهز رأسها بالموافقه وتبتسم وتقول بداخلها فداكي مستقبلي وسعادتي يا امي وافضل شايفه الابتسامه دي على وشك طول العمر .

الجزء الخامس عشرالجزء السابع عشر

اطلب برنامج ويبو للمدارس والجامعات اطلب برنامج ويبو للمدارس والجامعات
error: Content is protected !!