الدكتور: كرم علام
الشفة الأرنبية وشق الحلق من أشهر العيوب الخلقية في الأطفال بمعدل طفل من كل ٥٠٠ الي ٧٠٠ من المواليد، ورغم عدم وضوح أسبابها بشكل كامل إلا ان الدراسات العلمية الحديثة تحصر الأسباب في الإستعداد الوراثي أو الجينات والعوامل البيئية المتمثلة في تناول المرأة الحامل أو تعرضها لمسببات العيوب الخلقية في البيئة المحيطة بها.
في بعض الثقافات يقع اللوم علي الأم في إنجاب طفل مولود بعيب خلقي، ونسمع من الأمهات قصص عن نقد يوجه لهم من الأسرة بأن السبب اهمالها اثناء الحمل أو مشاهدتها لأفلام كرتون وأشكال غريبة وغيره من أفكار فولكلورية يختلط فيها التفسير بالفولكلور والخرافات، وتعيش الأسرة حالة من القلق والضغط النفسي قد يؤثر علي ارتباط الأم النفسي بطفلها وقدرتها ورغبتها في رعايته بشكل مناسب.
وجود شق في الشفة وسقف الحلق لدي أحد أفراد العائلة خصوصا الوالدين والإخوة يزيد أحتمالات حدوث شق الشفة والحلق لدي الجنين ويفسر دور الوراثة والجينات المحتمل في هذا الإختلاف التكويني.
حمض الفوليك هو واحد من مجموعة فيتامينات ب وضحت الدراسات العلمية ان وجوده بكميات مناسبة في الجسم يقلل من احتمالات حدوث العيوب الخلقية للوجه مثل الشفة الأرنبية وشق الحلق.
الدراسات العلمية الحديثة أشارت أيضا إلي زيادة احتمال حدوث الشفة الأرنبية وشق الحلق مع تناول أدوية معينة في الشهور الأولي للحمل دون إشراف طبي مثل المضادات الحيوية المحتوية علي مادة الأموكسيسيللين المستخدمة في مجتمعاتنا بشكل مكثف في التهابات الجهاز التنفسي وأحيانا نزلات البرد الخفيفة، وبعض أدوية القيء المستخدمة في الحمل وأدوية أخري مستخدمة في علاج التشنجات وحب الشباب والسرطان والصدفية والتهابات المفاصل وغيرها.
تناول المشروبات الكحولية وتدخين الأم الحامل أو تعرضها السلبي لتدخين الآخرين وبعض المواد الكيماوية وأهمها المبيدات الحشرية تزيد جميعها احتمالات حدوث شق الشفة والحلق وغيرها من العيوب الخلقية.
لكل ما سبق يجب علي كل أم حامل توخي الحذر في كل ما تتعرض له خصوصا في الشهور الثلاثة الأولي للحمل وعدم تناول أي أدوية دون إشراف طبي كامل.
