الفن نيوزفن

أنياب أحمد عدوية تسبق أنياب ظافر العابدين بفارق ٣٩ سنة

فيلم أثار الجدل تلك الفترة، وانتقده البعض بشكل طريف، وهو فيلم خط الدم الذى أُنتج بواسطة شبكة “نتفليكس”، وتدور أحداثه حول مصاص الدماء “ظافر العابدين” وزوجته البشرية “نيللي كريم”، اللذان يواجهوا معاناة حادثة إبنهم ودخوله فى غيبوبة دون علاج فعال.

يقوم “ظافر” بتحويل ابنه لمصاص دماء دون علم والدته، والذى بدوره يقوم بتحويل شقيقه التوأم إلى مصاص دماء أيضًا، وتتوالى الأحداث سريعًا بين قتل قطة جارتهم، ثم قتل الجارة نفسها حين اكتشفت جثة القطة، ثم استدراج أطفال لا مأوى ولا أهل لهم ليقوموا بمص دمائهم، وينتهى الفيلم بوصول الشرطة للمنزل بعد الشك لكثرة الاختفائات مع الشبهة حولهم، وتسرع “نيللي” بالهرب بإبنيها ، أما عن “ظافر” فيفني نفسه بالتعرض للشمس ويتحول إلى خفافيش.

دون الالتفات إلى كل التعليقات التي حصل عليها الفيلم عقب عرضه، كان يجب التنويه إلى أنه لم يكن الفيلم المصرى الأول الذى يتناول حياة مصاصي الدماء، وذلك ببساطة لعرض فيلم مصرى منذ ٣٩ عام والذى كان وقتها أيقونة للرعب، بعيدًا عن إختيار فريق العمل أو المؤثرات، إذ أنه فى ذاك الوقت كانت تلك العناصر والمؤثرات والخدع البصرية، بجانب المكياج والملابس هما أكثر ما يُثير رعب المصريين.

أنياب، فيلم مصرى تم إنتاجه عام ١٩٨١، وبذلك يجب نفي تصريح القائمين على فيلم “خط الدم” بأنه أول فيلم مصرى عن مصاصي الدماء، تدور أحداث “أنياب” حول شاب “على الحجار” وخطيبته “منى جبر” اللذان كانا في طريقهما لحضور إحدى الحفلات مع مجموعة من أصدقائهما في ليلة رأس السنة، حين تعطلت سيارتهما، فيضطران للجوء إلى إحدى المنازل المهجورة من أجل استخدام الهاتف للاتصال بالأصدقاء، وإذ بهما يكتشفان أنهما في منزل دراكيولا (أحمد عدوية) نفسه، والذى يقع فى غرام “منى” فور رؤيتها.

“نشاهد بعد ذلك مقاطع متنوعة المغزى منها هو ظهور “دراكيولا أمام “على ومنى” فى كل وقت ومكان وزمان بمختلف الوظائف والأسماء، أيضا نتقابل مع المساعد “طلعت زين” والذى لولا ذكره الأن لما عرف من شاهد الفيلم أن هذا هو “طلعت زين” وهو ناقم على تسلط رئيسه الكونت دراكيولا، ونشاهد أيضًا الخادم” عهدى صادق” أو” الأحدب” المقهور والمجبور على خدمتهم وتهيئة القصر بحجب الشمس وأحيانًا اصطياد الضحايا وذلك لربط قدماه بسلاسل حتى لا يقوم بالهرب وإفشاء سر الوكر.

كان لظهور “حسن الإمام” فى دور” الراوى” لأحداث الفيلم طابع مميز وخفيف الظل فى نفس الوقت، كما أوضح أن مصاصي الدماء يتحولوا إلى خفافيش عند انتصاف الليل، دون مقدمات نجد “علي ومنى” داخل القصر فى إستضافة “دراكيولا” والذى يلقي بسحره الجذاب على “منى” التى وقعت بالفعل تحت تأثير نظراته فى نفس الوقت الذى يذهب المساعد للشجار مع “دراكيولا” عن طريق خطف “منى”،  استشعر “على” الخطر وأخذ فى الصراخ لفتح الباب المغلق عليه حتى يقرر الخادم” شلف” انقاذه وانقاذ ” منى” ويساعدهم على الهرب ثم يعود للقصر ويُزيل كل الستائر للسماح للشمس بملء أرجاء القصر والقضاء عليهم جميعا، ثم يهرب هو الاخر لينال حريته.

فى الواقع لنا وقفة مع المخرج المميز “محمد شبل” والذى لُقب بفنان الغرابة، لتبنيه أفكار غربية وتنفيذها داخل السينما المصرية مع المجازفة بتفاعل ثقافتنا وقتها مع تلك الأساطير الغريبة نسبيًا فى ذلك الوقت، حيثُ بدأ سلسلة مجازفاته بأنياب” ، يليه” التعويذة” وهو من أيقونات الافلام المصنفة ضمن” فئة الرعب، ثم فيلم كابوس وهو فيلم نادر إذ عرض مرة واحدة فقط وهو من بطولة “يسرا” التي تشاهد كابوس يوميًا حتى تتوصل لحقيقته بمساعدة خطيبها “أحمد عبد العزيز”، وأخيرًا فيلم “غرام وانتقام بالساطور” ١٩٩٢، ليفارق عالمنا رائد الرعب الأول فى مصر عام ١٩٩٦.

من المفارقات فى فيلم “أنياب” هو إسناد البطولة ل إثنان فى أصلهم مطربين وليسوا بممثلين، وهو أمر بديهى أن يكون الفيلم غنائي فنجد “دراكيولا” يطربنا بأغنية شعبية تعبيرًا عن عشقه للبشرية” منى”، ثم نسبح فى بحر شجن صوت “على الحجار”، كما نصتدم بصوت “طلعت زين” الجديد والمميز،
أيضًا لم يخلو من بعض المواقف العجيبة والطريفة فى نفس الوقت ليجعلنا نخرج من دائرة الرعب قليلًا اتجاهًا للكوميديا، وظهر ذلك جليًا فى عبارات الفواصل بين المشاهد، حقًا إن الأمر كله يدور فى قالب من السريالية العجيبة.

جدير بالذكر أنه بعد عرض فيلم “خط الدم” قام الفنان “على الحجار” بنشر بوست على صفحته الرسمية لتهنئة كلًا من “ظافر ونيللي” مع التنويه إلى أنه سبقهم بفيلم أنياب وهو الأوْلَى بتصنيف “المصرى الأول”.

جميع الحقوق محفوظة لـ مجلة هافن HAVEN Magazine
Powered by Mohamed Hamed
error: Content is protected !!