
بقلم دكتور/ ياسر جمعة
التكنولوجيا هى هبة من الله، وربما تكون أعظم هبات الله بعد هبة الحياة؛ فهى أم الحضارة والفنون والعلوم، وهنا لابد أن أؤكد على مقولة الدكتور/جورج كوروس عام 2015 والتى نصت على ” التكنولوجيا لن تحل محل المعلمين العظماء، ولكن التكنولوجيا فى أيدى المعلمين العظماء يمكن أن تحول حياة ذوى الإعاقة إلى الأفضل”، فبالنسبة لمعظم الأشخاص تجعل التكنولوجيا الأشياء أسهل، ولكن بالنسبة إلى الأشخاص ذوى الإعاقة تجعل التكنولوجيا الأشياء ممكنة.
التكنولوجيا المساندة هى أدوات أو معدات أو نظام متكامل يُستخدم لزيادة القدرات الوظيفية للأفراد ذوي الإعاقة أو المحافظة عليها، أو تحسينها؛ وذلك سواء كان هذا المنتج تجارياً أو معدلاً، أو مطوراً أو مخصصاً، أما تكنولوجيا التعليم فهى تطبيق التكنولوجيا فى التدريس أو التعليم، والتكنولوجيا التعليمية هى الدراسة والممارسة لتيسير التعلم، وتحسين الأداء من خلال خلق واستخدام وإدارة العمليات التكنولوجية والموارد المناسبة.
من الجدير بالذكر أن الفرق بين توحيد المسار التعليمى Mainstreaming والدمج Inclusion هو مستوى الدعم المُقدم للطلاب، والتوقعات التى نتوقعها من تعلمهم، وتساعد التكنولوجيا على تقليل كمية الجهد المطلوب لتنفيذ التصميم الشامل للتعليم فى الفصل، وتمكين المعلمين من تحويل المناهج الدراسية لتلبية الاحتياجات التعليمية المتنوعة.
يحتاج الأشخاص ذوو الإعاقة إلى المزيد من الاستثمار فى تعليمهم، وتوفير مساكن لهم، والتدريب المهنى، ووسائل المواصلات والتكنولوجيا المساندة، وتيسير الحياة الاستقلالية، وسوف تسترد الحكومات هذا الاستثمار–وأكثر-من خلال جعل الأشخاص ذوى الاعاقة مواطنين منتجين اقتصاديا.
أشارت المادة الرابعة من الاتفاقية الدولية لحقوق الأشخاص ذوى الإعاقة إلى ضرورة توفير معلومات سهلة المنال للأشخاص ذوي الإعاقة بشأن الوسائل والأجهزة المساعدة على التنقل والتكنولوجيا المساندة، بما فى ذلك التكنولوجيا الجديدة، فضلاً عن أشكال المساندة الأخرى فى الخدمات والمرافق.
إن الطلاب الذين لديهم إمكانية الوصول إلى الحلول التكنولوجية المساندة المناسبة التى يحتاجون إليها لديهم فرص أكبر للنجاح فى برامجهم التعليمية، كما توجد بعض الحلول التكنولوجية المساندة المتاحة لدعم الوصول إلى المناهج الدراسية والإنجاز للطلاب ذوي الإعاقة، فالطلاب الذين لديهم صعوبة فى القراءة وفهم الكلام المكتوب وتركيز الانتباه فى أثناء القراءة فإن تطبيقات التكنولوجيا المساندة تتمثل فى الكتب الإلكترونية، الكتب المعدلة، ماسحات الكلمة الواحدة، الأجهزة الإلكترونية الناطقة، قارئ النص، برامج النطق والكلام.
من الجدير بالذكر أن الطلاب الذين لديهم مشكلات فى الكتابة أو فى النحو فإن تطبيقات التكنولوجيا المساندة تتمثل فى مقبض القلم، معالج الكلمات، الكروت المكتوب عليها الكلمات، برامج التهجئة، مصحح النحو، الورق المعدل.
مما لا شك فيه أن الطلاب الذين لديهم صعوبة فى حل المسائل الحسابية، أو الأداء فى حصص الرياضيات فإن تطبيقات التكنولوجيا المساندة تتمثل فى الآلات الحاسبة، الساعات الناطقة، ورق العمل المكبر، أجهزة القياس الناطقة. ويجدر الإشارة إلى أن الطلاب المكفوفين أو الذين لديهم صعوبة فى الرؤية فإن تطبيقات التكنولوجيا المساندة تتمثل فى النظارات الطبية، النظارات والعدسات المكبرة، مكبر الشاشة، قارئ الشاشة، طريقة برايل، الطباعة المكبرة، الشرائط المسجلة، شاشة الفيديو المكبرة، نظام الدائرة التليفزيونية المغلقة CCTV
إن الطلاب الصم أو الذين لديهم ضعف سمعى فإن تطبيقات التكنولوجيا المساندة تتمثل فى المعينات السمعية، نظام FM، معينات التوصيل العظمى (الباها)، زرع القوقعة، الصور، الأوراق والأقلام، الأجهزة الإشارية Signaling Devices مثل أجهزة الإنذار الضوئية، أو الهزازة، كتابة النص على الشاشة Closed Captioning ، مكالمات الفيديو على الجوال، أما الطلاب الذين لديهم صعوبة فى استخدام الكمبيوتر أو أداء المهام الأكاديمية من خلاله؛ بسبب الإعاقات الحركية أو الحسية فإن تطبيقات التكنولوجيا المساندة تتمثل فى التنبؤ بالكلمة، لائحة المفاتيح المعدلة، اختيارات الإشارة، برنامج التعرف على الصوت، مفاتيح التشغيل، بينما الطلاب الذين لديهم تأخر فى نمو اللغة ونقص فى اللغة التعبيرية فإن تطبيقات التكنولوجيا المساندة تتمثل فى لوحة التواصل، لوحة أو إطار أو برنامج التواصل بالعين، الأجهزة الناطقة.
إن الطلاب ذوى الاعاقة الحركية أو الذين يحتاجون الى المساعدة فى ضبط وضع الجسم فإن تطبيقات التكنولوجيا المساندة تتمثل فى المشاية، العكاز، الكراسى المتحركة الكهربائية واليدوية، الكراسى المعدلة، إطارات الوقوف، الكراسى المحشوة بالرمل، المنحدرات، فتح الباب إلكترونياً، دراجة ثلاثية العجلات، الساق أو اليد الاصطناعية.
مما لا شك فيه أن الطلاب ذوى الاعاقة فى أوقات الفراغ للحصول على المتعة والترويح عن النفس، والتفاعل اجتماعياً مع الأقران فإن تطبيقات التكنولوجيا المساندة تتمثل فى برامج الرسم، ألعاب الكمبيوتر، ألعاب البازل المعدل، البلاى ستيشن.
أخيرا بالنسبة للطلاب الذين لديهم صعوبة فى القيام بمهارات الحياة اليومية مثل تناول الطعام، خلع وارتداء الملابس، استخدام المرحاض، النظافة الشخصية فإن تطبيقات التكنولوجيا المساندة تتمثل فى الروبوت، الريموت كنترول، أدوات المائدة المعدلة، معينات تناول الطعام الالكترونية، إطارات أو كراسى معدلة للمرحاض، التعليمات المكتوبة والمصورة، الملابس المعدلة مثل الأربطة السكوتس، أو ذات الأزرار الكبيرة، فرش الأسنان الكهربائية، أما بالنسبة للطلاب فى برامج التأهيل المهنى، وفى العمل فإن تطبيقات التكنولوجيا المساندة تتمثل فى المفكرات، بعض برامج الموبايل، الجدول المصور أو المكتوب، كروت مصورة للمواصلات، ساعات إنذار.
أيها السيدات والسادة، قبل أن أنتهى من عرض تلك المادة العلمية لابد وأن أشير إلى أنه توجد العديد من المعوقات فى استخدام التكنولوجيا المساندة كقلة الوعى، نقص التشريعات والسياسات والبرامج، نقص الخدمات، نقص إنتاج التكنولوجيا المساعدة، تعذر الوصول إلى البيئة، بالاضافة الى نقص الموارد البشرية، والعوائق المالية، فأين نحن من تلك التكنولوجيا المساندة لخدمة أولادنا من ذوى الاعاقة فى مصر ؟؟