لماذا لم أكتب إليك قبلًا؟
ربما لاستحالة أن تقرأ ما أكتبه لك أو ربما لأنك لست هنا.
أرى طيفك وأدرك أنني لا أراه، وأسمع صوتك وأنا أشد الموقنين أنك لم تحرك لسانك.
أتابعك.. أحقًا أتابعك؟ أم أنك أنت من تقتفي أثري؟
شبيهي في العالم الآخر..
كيف العالم عندك؟ كعالمنا هنا أو هو أشد بؤسا؟
أرجوك لا تخبرني أنه أشد بؤسًا.. لا تخبرني أنك تخشى الفقر.. أنك تفكر كثيرًا في الغد.. أنك تفعل قصارى جهدك لكن الأمور تنحدر بسرعة نحو الأسوأ.
أرجوك لا تخبرني أن البؤس قدر، و كلانا شريكين فيه.
شبيهي في العالم الآخر أأنت خائف من تبادل الأدوار من أن تأتي إلى هنا و أذهب إلى هناك؟
لا تخف أنا لا أفكر في هذا مطلقًا لدي هنا ما يحملني على البقاء.
لديّ همومي، ومسئولياتي، وأشياء لا يستطيع أحد القيام بها سواي.
لديّ هنا بصمتي الخاصة، المزاح قبل لحظة البكاء فينقلب مشهد الحزن إلى مشهد كوميديا ساخرة وتخلتط هوية دموع الضحك بالحزن.
لديّ هنا أشيائي الخاصة دفتر تلويني، دميتي، وذكرياتي.
لديّ ابتسامة بريئة تخبر الجميع أن الأمور سوف تكون بخير، ولديّ أناس محبون، وعائلة محبة نقسم معًا نفس القسم أن نتخطى كل هذه اللحظات الحرجة نقسم ألا نهرب من بعضنا في الأزمات نقسم أن نضحي لأجل الاخر، و أن ننهار سويًا، و نبكي عشية ثم في الصباح ننسى الدموع والهموم ونحارب العالم بابتسامات بريئة.
شبيهي في العالم الآخر توقف عن محاولة جذبي إلى عالمك فأنا لا أفكر في الفرار مطلقًا أبدًا..
لا أفكر في الهروب سأبقى هنا.. رجاءً لا تزرني مجددًا في أحلامي، وتوقف عن مناداتي.
فأنا لن أسقط في عالمك سأبقى هنا ممسكة بتلابيب واقعي، سأحارب باسم الأمل، وسأكذب بشأن وجوده إن اختفى.
شبيهي في العالم الآخر توقف عن مناداتي لست حلوتك، ولا عزيزتك..
أنا سأبقى هنا لكي لا أخذل العالم.
رجاءً توقف عن مناداتي
فأنا لست وحدي.
