خواطر

من تكون؟

أميرة حسان عبد الستار.

الساعة الواحدة والنصف بعد منتصف الليل، دقت ساعة الرعب منذ فترة، لكنك لم تستمع لدقاتها المتتالية الصاخبة، هذا لأنك من جنس آدم الذي يبغضونه أجل تلك الساعة لا تدق في عالمنا، بل عالمهم الكبير الذي أنت بالنسبة لهم عدو احتل أرضهم، ووحش يتدخل في شؤون حياتهم، حتى ضاقت عليهم الأرض فلا يستطيعوا أخذ حريتهم بسببك أيها البشري الضئيل، ألم تسمع تلك التذبذبات التي حولك مثل قفل هاتفك على حين غرة، وربما تشويش يحدث في تلفازك بالرغم من أنه مغلق، ليس هذا فقط يا عزيزي، بل هؤلاء الجالسين بجوارك يتغذون على خوفك المميت، وهذا الذي يحدق بعيناك مباشرة يتلذذ بتسارع دقات قلبك.

الساعة الواحدة وخمسة وثلاثين دقيقة
أثناء كتابة ما ذكرته مسبقًا شعرت بخطوات أحدهم في غرفة المعيشة، على الرغم أن جميع من بالمنزل نيام، ولم يخرج أحدهم من غرفته، ما لبث أن سمعت مناديًا ينادي من بعيد باسمي عندما دققت وأنصت السمع، وجدتها أنا جالسة على فراشي، وأخرى بالمرآة تضحك بضجيج بشع، وقلبي يرتعد من الرعب.. لا أعلم من أنا.

هل تعلمون من أنا بهم!
أتلك التي تجلس بجوارك؟
أم تنتظرك خارج حجرتك
وربما تلك التي تجعلك تشعر بالنعاس، لكي يبدأ في التغذي عليك أثناء نومك، هل أنا البشرية أم الروح المؤذية؟
هل أنت واثق بأنك أنت؟
من الممكن أن روحك عالقة بجسد آخر، وهذا ليس جسدك، ومن يتخذ جسدك يوهمك بذلك!

لم يعد هناك شخص على قيد الحياة، ذاك الرجل الصغير في حجرتك يرتسم على وجهه ابتسامة كبيرة للغاية تظهر أسنانة الكبيرة تفوح منها رائحة متعفنة، وينتهز رفع نظرك باتجاهه، لكي تراه.

الساعة الواحدة وثمانية وثلاثين دقيقة.
أهلًا لقد عُدت لكم كنت قد ذهبت لدورة المياه، وعندما جئت وجدت كلمات مكتوبة لا أفهم ماذا تعني، لكنني لم أكتبها قط؛ لأنني تركت هاتفي بعد أن قمت بكتابة يتسارع دقات قلبك كلماتها مخيفة أصابتني بالرعب؛ لأنني أشعر بالفعل بمن يراقبني، وصوت أنفاس بجواري!
أصبحت لا أفهم شيئًا من أكون؟
ما هذا الهاتف يضيء بجملة “البقاء لنا والهلاك لجنس آدم”
حقًا لا أعرف ماذا يحدث، أريد أن أقول لك احذر احذر إنهم يغزون عالمنا.

اطلب برنامج ويبو للمدارس والجامعات اطلب برنامج ويبو للمدارس والجامعات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *