حكاية الأمثال

قصة مثل/ رُب رمية من غير رامٍ

كتبه: رحمه خميس

أحياناً يحالفنا الحظ من دون قصد، فيصيب قدرًا مكتوبًا سواء بالخير أو بالشر فهي أمور نعتقد أننا نستطيع تجنبها، فقد تنجي من شرًا كان سيحدث وقد يرزق بالخير الوفير بصدفة لم تخطر على بال أحد فنقول مثل :

“رُب رمية من غير رامٍ”

والغرض من هذا المثل أنه قد يصيب شخصًا في رآيه أو أمر ما من باب الصدفة لينقذه من شر قد يحدث ويجلب له الخير.

  • والقصة هي

كان الحكم بن يغوث المنقري في عصر الجاهلية أرمي أهل زمانه، فما من مرة رمي هدفًا إلا وأصابه، وفي يوم استيقظ المنقري ووقف أمام “الغبغب” وهو اسم الصنم الذي يعبده وحلف يمينًا بأن يقدم له قربانًا وهو اصطياد “مهاة” وهي نوع من البقر الوحشي منتشرًا في جزيرة العرب.

خرج وكان حاملًا قوسه، وحاول اصطياد المهاة فهو أمر عليه هين، فمرت من أمامه مهاة ولكنه لم يصبها، فحاول مرارًا وتكرارًا ولكنه لم يفلح، فعاد هائل الظن حزينًا لم يحقق ما قاله علي نفسه من يمين .

فخرج في صباح اليوم التالي وقال في قومه: ما أنتم صانعون فإني قاتل نفسي اليوم إن لم أدجها، قاصدًا إن اذبحها، فقال له اخوه الحصين: يا أخي اذبح مكانها عشرًا من الإبل لتكن قربانًا لصنمك وتكفر بها عن يمينك .

قال: لا أخشى أن يصيبني سوء من الغبغب.
فقال له ولده المطعم بن الحكم، وهو غلام: يا أبن إحملني معك أردفك وأعينك.
فرد الحكم ساخرًا: وما أحمل من رعش وهل ضعيف وجبان، وهل تصيد ما أنا عجزت عنه؟
فضحك المطعم وقال: إن لم تر أوداجها تخالط أمشاجها فاجعلني وداجها .

فانطلق الحكم وابنه لصيدهما فإذا وجد الحكم مهاة فرماها فأخطأها، ثم مرت آخري فرماها الحكم فاخطأها، فقال مطعم يا أبت إعطني القوس، فأعطاه إياها فشد قوسه نحو المهاة وأصابها فقال أبوه “رب رمية من غير رامٍ”.

جميع الحقوق محفوظة لـ مجلة هافن HAVEN Magazine
Powered by Mohamed Hamed
error: Content is protected !!