الجزء الرابع
كتب/ إميل لبيب
من الصفات التى تميز الناضج عن الطفل القدرة على إدارة المشاعر.
الناضج يغضب لأسباب واضحة ويعبر عن غضبه بطريقه لائقه ومقبولة تعطى مساحة للتفاهم والتواصل.
الطفل يغضب لأسباب غير واضحة، يتقمص لمجرد نظره أو رفض لأى طلب، ويعبر عن ذلك بطريقة لا تعطى إى شخص فرصة للتواصل معه، فى الغالب بكاء وصراخ لا يسمح لأحد بالحديث معه، أو يقدر هو سماع أى كلمة.
الناضج قادر على تأجيل الشعور باللذة للوصول لهدف أكبر، مثل التخلى عن الخروج حتى يستطيع الإنتهاء من واجباته وعمله.
الطفل آنى، يريد لذته ومتعته فى الوقت الآن فور طلبه إياها وبسرعة وكثير حتى لو فاض منه، لا يستطيع التخلى عن اللعب والعودة للمذاكرة بالرغم من علمه ان لديه إمتحان فى الغد، لا ينام مبكرًا بالرغم من علمه إنه يجب أن يستيقظ مبكرًا.
الناضج قادر على إيثار الآخر والتضحية فى سبيل من يحب، فيبذل جهده ووقته وماله لتوفير الآمان والراحة والطمأنينة للمحبوب.
الطفل منحصر فى ذاته، لا يفكر إلا فى نفسه ومتعته وراحته حتى لو على حساب أى إنسان، فحاجته تحركه ورغبته تسيطر عليه.
الناضج يملك قدر من المرونة والتفاهم فيما يختلف فيه مع الآخر، يسمح للإختلاف بإثراء العلاقة وينميها ويسد مناطق الضعف، يرى فى الإختلاف تنوع جميل.
الطفل لا يقبل إلا المشابه له، الإختلاف يخيفه ويوتره، ويعتبر أى إختلاف خلاف شخصى وأى شخص يمتلك مهارة لا يجيدها مصدر تهديد لمكانته ووضعه وسط الناس، يرى فى الإختلاف الخلافات والصراعات.
الناضج يسعى لتدريب وتعليم صف ثانى ويشجع ويساند، ويطلق الحريات للعمل والإبداع، ويفرح بنمو وتفوق تلاميذه ويتيح لهم فرص الظهور والإنتشار.
الطفل لا يقبل أن يظهر أحد غيره، ويحارب المواهب، ويقلل من شأن الآخرين، يسعى لضم فقراء الموهبة وقليلى القدرات حتى يظلوا دائرين حوله فى نطاق نفوذه وتحت امرته، غير قادرين على إتخاذ أى قرار بمعزل عن سيطرته وتحكمه، لا يقبل أن يخرج أحد عنها، فهو الملهم والمبدع والقائد الأول.
الناضج يتحمل نتائج قراراته، يتعامل بجديه ويلتزم فى مواعيده يوفى بعهوده، يواجه خصومه وينافس بشرف، يعترف بخطأه ويسعى لتعديل عيوبه.
الطفل يراوغ ويتهرب من تحمل المسئولية، يستخدم الحيل والالاعيب لتبرير عدم إلتزامه، لا يعرف المواجهه ويتعمد الوقيعه بين الناس، يدعى المزاح، وأن كلامه قد اُسئ فهمه، لا يعترف ولا يعتذر ويعيش فى وهم نظرية المؤامرة، ويدعى الكمالية.
صفات كثيرة يمكن رصدها فى الفرق بين الناضج والطفل، منبعها الأساسى إنعدام الشعور بالأمان لدى الطفل وإحساسه بالنقص نتيجة تنشئة قضت على ثقته بنفسه وشوهت صورته.
اذا كان الطفل فى طور النمو العمرى طفل فعلًا يمكننا قبول هذا، لكن إذا كان عمره الزمنى أو العقل فى سن الرشد لكن مازال طفلًا وجدانيًا هنا يكمن المرض الذى يتسبب فى تغيرات مزاجية متكررة غير واضحة الأسباب، سوى إنها ترجع للهشاشة الوجدانية وعدم التماسك النفسى.
