خواطر

“أنين الشوق”

ياسمين البطل

البعد يمهد سبلًا للاشتياق، والاشتياق كالجمرات الملتهبة تكوي القلب وتحرقه، الاشتياق داءٌ ودواؤه اللقاء، أثناء سيرك في الطرقات قد تغفل أذناك عن آهاتٍ و أنّاتٍ منبعثة من قلوبٍ مزقها الحنين ولوعة الاشتياق، وعندما ينهمر المطر قد لا تلحظ عيناك العبرات المختلطة بحبات المطر، عبراتٌ قد ذرفتها أعينٌ كساها الحزن.

في كل منزل ربما تجد هناك مكانًا مظلمًا ينزوي فيه أحدٌ ما وقد استسلم لوحوش الظلام وجيوش الذكريات الضارية التي زحفت عليه وقيدت روحه وكبلت أنفاسه، ربما تجد من يئِّن على فراق روحٍ لم تترك له سوى ذكرى في أرض الخيال، وقد يكون الاشتياق لحي ما زال يتنفس في الحياة ولكنه بعيد.

يا قارئًا كلماتي تلك، لا تدع البعد يشق في قلبك طريقًا ولا تدع الجفاء يستوطن خاطرك، فربما هناك من يشتاق إليك، تمسك بأحبتك، فمن يعطيك حبًا بادله حبًا، عبِّر عن مشاعرك ولا تبخل بها، فلمن تدخرها إن لم تعطها لمن يستحقها ممن تحب؟! الكلمات المزينة بمشاعر الحب قد تغير من حياة إنسان وترسم البسمة على ثغره، فحينها لا تكون مجرد كلماتٍ ينطق بها فمك وإنما تصبح وقودًا تدعم به أحبتك وتثري قيمتك في قلوبهم.

فكلما تباعدت المسافات بينك وبين شخص ما، توغل الجفاء وشاع الاعتياد على البعد، ولكن هيهات هيهات، فإن كان حاضرًا اليوم فربما يغيب غدا، ربما يواريه الثرى، قد تصرخ وتبكي وتتمنى أن يعود ولو لدقيقة واحدة تراه فيها حيًا أمامك وليس مجرد ذكرى في صورة معلقة على جدار أو مخبأة في صندوق قديم، قد تذرف دموعًا لا انقطاع لها، وقد تئن بألمٍ، قد تبتلى بما يعرف ب”أنين الشوق

اطلب برنامج ويبو للمدارس والجامعات اطلب برنامج ويبو للمدارس والجامعات
error: Content is protected !!