نقد سينمائي

هل صنع البطل الدراما أم صنعت الدراما البطل؟

بقلم د. سناء محمدي

هل شاهدت مسلسليّ “رأفت الهجان” و “الاختيار”؟

لقد أصبح مسلسل رأفت الهجان من التراث الدرامي المصري بل والشعبي أيضاً حيث حفظ الناس أحداث المسلسل وشخصياته، ورغم ذلك فكلما عرض المسلسل على أي قناة تجد نسب مشاهدة عالية جداً، وذلك لأسباب عدة منها:- 

  1. أن البطل الحقيقي لم يكن معروفا لفترة طويلة مما أعطى للمؤلف حرية سرد وحبك الدراما في إطار الالتزام بالخطوط العريضة للقصة الحقيقية. 
  1. لأن القصة من ملفات المخابرات العامة المصرية فهي قصة بطولية حقيقية وليست من وحي خيال المؤلف فهناك إطار من الغموض والتشويق في بعض جوانب القصة أتاح له الإبداع الدرامي.

 في هذه الحالة نجد أن الدراما هي التي أظهرت وروجت لقصة وبطولة رأفت الهجان فهي دراما روائية بنيت على قصة حقيقية.

ومن ناحية أخرى نجد أن  قصة حياة أحمد صابر منسي قائد الكتيبة 103 تعد من أشهر قصص أفراد  القوات المسلحة المصرية، لكن عندما تم تحويل هذه القصة إلى مسلسل تليفزيوني رأى كثير من الناس أن المسلسل بالرغم من أنه كان أقرب للدراما التسجيلية التي توثق عمليات عسكرية ضد التكفيريين في سيناء وغيرها، كان أقل بكثير من القصة الحقيقية ولم يندمج الناس مع البطل “أمير كرارة” وذلك لسببين رئيسين:- 

الأول:- أن البطل الحقيقي بطل معاصر شاهده الناس حقيقة وكان ذا شخصية جذابة ومحبوبة وذو كاريزما. 

والثاني:- أن الأحداث الحقيقية كانت طاغية على الحدوته الدرامية والممثلين.

من هنا تشعر أن القصة صنعت الدراما والتأثير الموجود في المسلسل.

مشاعر الولاء والانتماء تحركها قصص البطولة والفداء والتضحية، تدغدغ مشاعرنا، تهز كياننا، تحرك الوعي الشعبي وتوقظ الضمير الجماعي للمجتمع فتعلو قيم الانتماء والولاء.

وتعد الدراما التليفزيونية والإذاعية من أكثر وسائل الإعلام تأثيراً وشعبية، حيث تحكي الحكاية للمشاهد دون جهد منه أو عناء مضافاً إليها المؤثرات السمعية والبصرية لتتغلغل في وجدان المشاهد فتلعب الدراما دور هام وخطير في تعبئة الشعوب لدعم حكوماتهم و تشكيل وجدان الشعب وغرس الوطنية والانتماء لدى الشعوب.

اطلب برنامج ويبو للمدارس والجامعات اطلب برنامج ويبو للمدارس والجامعات
error: Content is protected !!