خواطر

طال الغياب

الكاتب/ محمد عيد تهامي

قال لها: يا ليتني أحببتك يومًا أو بضع أيام، ولكني أدمنتك أعوام وإنتهت حكايتي، فلماذا تبتعدي عني؟

قالت: لا تعاتبني، فلماذا تغيرت هكذا؟

قال: لا تسأليني عن أحوالي فأنا لست بخير.

قالت: كيف!!

قال: غيابك كسرني وقتلني ووجعني.

قالت: ستتعود علي غيابي.

قال: لماذا كل هذة القسوة في حديثك، أين تعلمتي هذة القسوة.

قالت: ظروف جعلتني أتغير هكذا.

قال: يؤسفني أقول لكي أنكي لا تمتلكين قلب بل صخرة سوداء.

قالت:ماذا تقول أنت؟!

قال: كفي أنتهت، سلام.

وسلامًا علي قلوبًا خانها الحب فبكت علي الرحيل ولا تدري أين السبيل، لكن لم تعد ترغب في البقاء أكثر مما يجب.

وسلامًا أيضا علي قلوبًا أتعبها السهر فسقطت كورقة خريف بائسة لحظة هواء شديد، ولم تجد من يضمها عند السقوط فأنكسر قلبها.

وسلامًا أيضًا علي عقولًا تعددت خيباتها كخيبة طفل لم تحمل الرياح طائرته الورقيه، ولماذا أيتها الحياة لا نعيش كالباقيه.

وأصبحت إنسان فقيد الاحساس، إنسان تمرد عن الحياة وعن مراسيم الحياة، بل أنا الذي أسقطه الحظ في واقع مروع لا يحترم إلا من يستهين به، وأصبحت أنسان مات قلبه علي رحيل من أحبه.

“ومن هنا”

سأعتذر لقلبي أنني جعله يتحمل أحزاني وطباعي القاسية يومًا ما، وسقيته جرعات أوجاعي أكثر من الازم، وسلامًا عليك يا قلبي لانك لم تتعلم الغدر والنفاق بل علمتني الاخلاص والوفاء.

وسأعتذر للغياب لأنه طال غيابه فأنتهت رغبتي بما كنت أشتهي أليه.

ولكم مني سلامًا حتي وأن طالت غيبتي.

اطلب برنامج ويبو للمدارس والجامعات اطلب برنامج ويبو للمدارس والجامعات
error: Content is protected !!