خواطر

قهوتي ذات الروح

عبدالله الحداوي

ثقافة القهوة العربية إذا ما قرأت هذه الجملة تبادر إلى ذهنك رجل كبير، رسم الزمان تجاعيد من الهموم في وجهه بشارب عريض أبيض ما بين كل ألف شعرة بيضاء شعرات سود رفضت الاستسلام والمشيب مبكرًا، يمسك بيده ” دلة ” القهوة باختلاف اسمها في بلادنا ويعلمك كيف تعد القهوة العربية الأصيلة، كلا عزيزي لقد جئت أحدثك عن القهوة العربية،عن الفتاة العربية وثقافة التعامل معها.

ربما تسأل نفسك لم َ شبهت القهوة العربية بالفتاة العربية ؟
سأخبرك أن كلاهما يشترك بنفس الصفات، كلاهما لديه لون بني أو عسلي يخطف عيون الناظرين هذه في البن وهذه في مقلة العين، كلاهما يجعلك تصبر على مر واقعك إن أحسنت التعامل معه، كلاهما سيجعلك تشعر برجفة في جسدك وصداع وتوتر إذا أكثرت أو أسأت التعامل معه، كلاهما إذا سهوت عنه فلن ترى وجهه أبداً.

كلاهما رفيق في الأوقات والأماكن والأحاديث التي لا يمل منها ولا تنتهي كلاهما له قداسة فلا يضاف ولا يشاركك معهما شيء.

هن هكذا إما منفردات في وجودهن وحيدات في قلبك وإما فلا، كلاهما يا صديقي فيهن مرارة هي سر جمالهما أما القهوة، فالحلو في مرارها وأما الفتاة العربية، فالحلو في مر حزنها اذا ما عرفت كيف تفهمه وتستوعبه وتحتضنه، فإذا فهمت كان لك في قلوبهن من الحنان ما لم تذقه من أحد قط.
فسلام على قهوتي، وقهوتي ذات الروح.

اطلب برنامج ويبو للمدارس والجامعات اطلب برنامج ويبو للمدارس والجامعات
error: Content is protected !!