خواطر

على بوابة الانتحار

بقلم: وسام طلعت

على بوابة الانتحار دعني أسهل عليك الأمر، كل ما عليك فعله هو اجتياز تلك البوابة، لتنال قسطاً من الراحة قبل مجابهة الجحيم الأكبر.

فإن كنت هربت من جحيم الدنيا فهلم لتواجه جحيم لا ينتهي ألا وهو حجيم الآخرة.

نعم لا بأس عليك إن كانت مدة صلاحيتك قد انتُهكت من قِبَلهم فتلك هي الحياة، مرارتها لا تطيب الجروح بل تزيدها، وحُلْوها مُسْكر يدوم لمدة ثم ينتهي.

أكنت تحسب أني هنا لدعمك على تلك الخطوة.!
أنا فقط هنا لأوضح لك المبهم من الأمر.

لست هنا لأُخفي مساوئ الدنيا وتزيينها لك كبائع فاكهة مخادع يضع الطازج منها أمام عينيك ليغريها ويخفي منها التالف ليراه هو، أنا على تلك البوابة لأضع أمام نَصْب عينيك ما تؤول إليه الحياة القادمة.

أتعي كلما أشرفت علي تلك الخطوة تيقنت في كل مرة أني أضعف من أن أقدم نفسي للموت كهدية فأنا الذي يخشى الموت في كل خطوة لا أقوى على ذلك.

لم أتنعم بجنة الدنيا لأحرم نفسي من نعيم الآخرة؛ لذلك يزجرني عقلي أن أتوقف وكفى محاولة.
إن الذي قادني للانتحار هو أني لست بقادر على تضميم جروح روحي، كلامهم، أفعالهم تأكل بقلبي كنمر ينهش لحم فريسته.

أنا لا أنسي وذاك يفتتني من الداخل

فالآن بديلاً عن الانتحار أني حييت في جسد ميت.

جميع الحقوق محفوظة لـ مجلة هافن HAVEN Magazine
Powered by Mohamed Hamed
error: Content is protected !!