خواطر

لعنة التَعلُق

كتبت: إسراء حمدي.

تدري عند اِنجذابِ روحك في بداية الأمر بشخصٍ أصبح لك كل شيء، عندما تبدأ معه بروحانياتٍ ولحظات الحب الأولى، عندما تراهُ ليسكن فى قلبك كما النبض، عندما تَحتَسُ بثبات روحك بروحه وعدم المفارقة، عندما تُصبح مُتيم بوجوده لترىٰ فيه السكن والمتسع، عندما تُكَوِن معه كم هائل من الذكريات التي لا تنفك عنك.

ومن ثمَ يَبُعد..!
فتبدأ بزهاقِ روحك وضعفها لنسيانهِ ولم تفهم الأمر بعد، وعندما يدق قلبك ويبدأ عقلك بالتَذكُر وتشعل نيران حبه وثورة اشتياقه من جديد، وكل ما بداخلك يتحدث، كيانك جميعه يكاد يتلفظ به، تدري ما هو ذاك الشعور يا صديقي؟

إنه التعلق؛ تعلق الروح بالروح، تعلقت بحب شخص بَعُدَت بينك وبينه كل شيء ولكنه ما زال في خاطرك، تتعامل معه كأنه حاضر القلب والروح، تظل تشعر معه بنفس الشعور الذي لم ينقص في بداية الأمر، تراهُ دومًا في كل مكان -ليس فقط كهيئة- وإنما ترىٰ حديث كما في موقفٍ من المواقف، ترى صفة، ترى شيئًا صمم القدر أن تتذكره فتضحك على مرورِ تلك الأيام… ثم تسكن وتهدأ ضَحِكتك؛ كيف مرت كل هذة الأيام هكذا؟ ولمَ مرت؟ ولمَ لم يمر حبه ويضحىٰ بعيدًا عني وعن قلبي؟ فيما العيب إذن.
فكلما حاولت في دربك لنسيانه وقفت أمامك عقبات الذكريات، الحب، الاشتياق، لتسكن كما أنت وترجع كما يقولون -لنقطة الصفر-.

فالتعلق يا صديقي يؤلم أكثر من لذة الحب، هو حبٌ أيضًا ولكنه فراق، يُأَكل روحك ويحاربها وبكل أسفٍ شديد… هو دائمًا من يفوز..

فأن كنت من أصحاب النسيان السريع، فلتحمدَ الله على هذة الصفة، لأنه عند تعلقك بشخصٍ ووقوعك فيه، أُقسم أنه لن ينفك عنك البتة، وليُّلَحِقُك ما دومت حيا… إلا ما شاء الله لك بنسيانه.

لذا..
فإن قلت للحب مرحبًا فلتكن حياتك ما الاستمرارية والقرب الدائم، أو فلتتحمل أول حرفين من كلمة “مَرْحَبًا “، “مُرْ حُبًا” من الحياة ولتمضِ في طريقك بصبرٍ من الله وعونه.

اطلب برنامج ويبو للمدارس والجامعات اطلب برنامج ويبو للمدارس والجامعات
error: Content is protected !!