مقالات

“عالم الجن والروحانيات”

يراودني شعور بالسخرية من عناوين على السوشيال الميديا جاء أحدهم كالتالي:

“قريبًا دوره في عالم الجن للحجز والاستعلام”.

واليكم التفاصيل عن هذا العنوان الصدام لدينا الذي ننوه عنه بكل صدق وشفافية، ليعلم العالم العربي وشبابنا تحديدًا، ماذا وراء هذا العالم الخفي؟.

نحن في صدد انهيار أخلاقي يقتحم بيوتنا ومجتمعنا وينتشر على السوشيال ميديا، لينشر الجهل وعدم الوعي والإيذاء النفسي إلى من حولنا لكي يجبرهم على فعل أشياء خارج إرادتهم الطبيعية في الحياة وممارستها بشكل طبيعي، مخالفين بذلك الطبيعة والشريعة الإسلامية.

نحن أيها السادة الأعزاء في صدد انهيار المبادئ الإنسانية والقيم الأخلاقية، التي تتصدر نفوسنا قبل أن تصل إلى مجتمعنا ونجدها على مواقع التواصل الاجتماعي في لباسها الجديد.

في تحدي سافر للطبيعة وخارجين مارقين عن الشريعة في اكتساب مهارات خارقة، لا أجد لها تفسيرًا إلا بكلمة انحدار أخلاقي، ووعي مغيب لدى هؤلاء الشباب.

نحن بحاجة إلى دورات لتعديل “السلوك نظرًا للانحرافات السلوكية في المجتمع، وهذا يندرج تحت هذه المسميات التي أوضحها، رد المطلقة، جلب الحبيب، أكل الذييب، تزويج العوانس خلال ٤٨ساعه”.

وهنا السؤال يطرح نفسه، لماذا يلجئ الشباب لهؤلاء الشيوخ للحصول على هذه الغايات؟ اعتقد أنه نظرًا لغياب الوعي، وانحطاط القيم الأخلاقية، وعدم معرفة الطريق إلى الله، متناسين كلام الله عز وجل ووعده أنه قد كفر كُلًّا من ذهب إلى هذا الطريق، وسوف ينقلب عليه سحره من محبة إلى كراهية.

فحين يتوجهون الشباب إلى أناس مرضي يدعون العلم عن طريق الغيب للكسب المادي تحت مسميات عالم الروحانيات، ويتركون الصلاة ويفتنون بذلك.

ونفاجئ بشاب حين يذهب إلى شيخ روحاني ويخاطب هذا الشيخ قرين الشاب ليصدر له معلومات صحيحه عنه، لكي يكسب ثقته ويتعامل معه مَادِّيًّا مخاطبًا الشاب أن يعطي له قفازين لليد يقرأ عليهما التعويذة لكي يتزوج أمراءه لا صله له بها من مشاعر يعذبها معه، هل هذا يعقل من شاب لا يركع علي سجادته خشيه من الله عز وجل؟!، ولكن يركع لشيخ روحاني.

مقتنعًا بأفكاره الشيطانية التي غيرت عالم الطبيعة الخلاقة إلى عالم شيطاني خبيث، قارئاً جيدا لكتاب شمس المعارف، قال تعالى “وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقا”.

ونجد امرأة أخرى في العقد الخمسين، أم لشاب يعشق فتاه فتذهب لساحر لتفعل له سحر التفريق، وتوالت القصص تلو الأخرى وسوف تنقلب المحبة إلى كراهية يبغضها البعض لأنها لم تأتي من الطبيعة السمحاء، ولكن جاءت مخالفه للشرائع الدينية، قال تعالى “ولا يفلح الساحر حيث آتي”.

أيها السادة يا من تخالفون الطبيعة، ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين، ستوعدون بأمراض لن تنتهي ولن ينفع معها غفران، وستتمنون الموت ولن تجدوه فابشروا بغضب من الله ورسوله.

اطلب برنامج ويبو للمدارس والجامعات اطلب برنامج ويبو للمدارس والجامعات
error: Content is protected !!