بقلم: أحمد عصام
أيا أبطالًا على العهدِ باقين، بكلمةٍ واحدةٍ صامدين، يدًا بيدٍ باقينَ بَاقِينَ لا خائفين ولا باكين، ثَبَتوا علىٰ كلمةٍ من رب العالمين فلهم قصورٌ وحورٌ عِين، فيا أطفالُ عصافيرُ الجنان، ويا نساءُ سيداتُ العنان، ويا رجالًا في الفردوس الأعلى مع صحابةٍ كرام، مَاتت قلوبنا عنهم فَلم نعد نشعرُ بهم، لم نشعر كم عانوا وكم تألموا وكم ماتو جوعًا وبردًا وبكاءً على من فارقوا، وَلَا زَالَوا واقفين علىٰ أقدامهم يحكون لنا قلوبًا حُرّقت وأجسادًا قد قُطّعَت، ولكن مازالت أنفاسهم لم تمنع وإيمانهم بربهم لم يقطع، فلا أقول إلا عذرًا أنا لستُ إنسانًا فَعْذرًا يا معشر البشر بل عذرًا حتى لمن لا يستحق الأعذار، فآسفٌ يا أطفال سوريا الأعزاء وآسفٌ يا أطفال فلسطين الأجلّاء، فبينما نحن في فراشٍ دافئ وقد يحتار كل واحد منا على أي فراش ينام وهم يموتون بردًا و تجمدًا، أليس لنا قلوبٌ تشعر وقد انعَدمَتْ الإنسانية منا، فكل الطيورِ تعودُ في ذيل النهار إلا أنا يا شامُ قد أخطأني القطار، وكل الدنيا ستدمر إلا فلسطين عاشت بالأحرار، فستظلمُ علينا الدنيا بلا شك وهي قد أظلمت، ولكن ألا يكون بعد ظلمة الليل فجرٌ باسم، فنم يا صغيري في سلام ففي عالمكم لا يوجد ظلمٌ وقهر، نم يا صغيري في سلام فقد كذبنا عليك يومًا عندما أنشدنا لك بلادُ اَلْعَرَبِيّ أوطاني.
نم يا صغيري فمن قلبي سلام
