نورا سيد
اسمي ليس “منغولية” لديَّ اسمٌ طبيعي مثل باقي البشر، فلتنادني به.
ما ذنبي إن انشطرت خلايا في رَحِمِ أمي فأدت إلى تلك الطفرة التي تظهر عليّ!
حالتي الطبية تسمى “متلازمة داون”. لا تنظرون باشمئزاز للساني الضخم الذي دائمًا ما يكون خارج فمي، هذا خارج إرادتي صدقوني، أنا أخرجه لاستطيع التنفس؛ لأن كبر حجمه يحول دون تنفسي الطبيعي.
أنا لست مجنونة، كل ما في
الأمر أن إدراكي أقل من عمري، فإذا كنت في العشرين يكون إدراكي كطفلة في العاشرة، أنا أفهم كلامكم ونظراتكم فلا تتظاهرون كأنني غير موجودة، أنا أحب وأتعلق وأحزن وأغضب مثلكم تمامًا.
لا تشعروني بالشفقة، أشعروني بالحب، تناقشوا معي ببساطة، بإمكانني إعطائكم الكثير من الحب ان أعطيتموني قليلًا من الاهتمام.
إلى كل من يقرأ سطوري الآن..
اشكر ربك على النعم التي تُغرِقُك وأنت لا تشعر، صحيح أن وجوههم قد تكون مشوهة لكن قلوبهم منبع للطيبة، لا يعرفون للخبث طريق، لا يتصنعون مثل باقي للبشر، لا يوجد في قاموسهم معنًا للكره والبغض.
رفقًا بهولاء الملائكة لا تؤذوهم بنظرةٍ أو كلمة، فلا يوجد أنقى منهم على وجه الأرض، حاولوا تحقيق أحلامهم وأشعروهم دائمًا أنهم مثلكم تمامًا ولا فارق بينكم، أخبروهم كم تحبونهم فهم يحتاجون ذلك وبشدة.
