نقد سينمائي

فيلم Tenet عبارة عن شرح للنظرية النسبية لأينشتاين بالمعكوس

انتهيت منذ ساعات قليلة من مشاهدة فيلم Tenet ولا أخفى عليكم أمرا، ما كانت مشاهدتي لفيلم مثل هذا الفيلم ستفي بالغرض اذا ما شاهدته بدون متابعة الآراء والتحليلات التي تم ترويج الفيلم بها.

ويبدو أنها عادة كريستوفر نولان التي لم يشتريها في نشر شرح للفيلم بعد انتاجه كما رأينا في فيلم Inception من قبل، فدائما ما تنقصه تلك الثغرة التي يستطيع بها الولوج لعقل المشاهد من خلال المشاهد التي يتم إخراجها في الفيلم.

لتجد المشاهد في نهاية الفيلم يخرج بالأحداث دون فهم الفكرة، فيلجأ لمحاولة فهم الفكرة ممن حوله او من الأكثر ذكاءا منه.

فكرة فيلم Tenet تتمحور حول الانتقال بالزمن، وخصوصا الى المستقبل وليس الماضي.

وحقيقة انا لم اجد اخراج لتلك الفكرة بروعة إخراجها في مسلسل Twelve monkeys مع احترامي لكل البروباغندا التي تم صنعها حول فيلم Tent.

ولكن دعونا ندخل في خضم الأحداث ونحاول توصيل الفكرة بأسلوب الدحيح مستعينين بأعظم نظرية للزمن في التاريخ وهي نظرية اينشتاين النسبية.

ولكن قبل الدخول في تفاصيل النظرية وعلاقتها بالفيلم دعنا نشرح فكرة الفيلم بشكل مبسط.

الفيلم فكرته تدور ببساطة حول اكتشاف أحد ضباط المخابرات المركزية وجود بوابة يمكن من خلالها إرسال طلقات من المستقبل معكوسة كنوع من أنواع الاختبار للبوابة، وعن طريق تلك البوابة ينتوي أحد تجار السلاح الذي عنده سرطان في البنكرياس أن يموت وتموت معه البشرية من خلال إطلاق خوارزمية بعد توقف قلبه تفتح بوابة للماضي على المستقبل ليصطدم الماضي بالمستقبل فيحدث انفجارا نوويا هائلا، فيحاول الضابط إيقاف تلك العملية عن طريق الذهاب للمستقبل من خلال الجهاز الذي يفتح تلك البوابة ليبدأ كل شيء بالمعكوس.

فكرة الانعكاس التي يدور حولها الفيلم والتي سببت ارق هائل للبشرية هي نفسها فكرة النظرية النسبية لأينشتاين ولكن كريستوفر نولان قرر أن يرسل شخص للمستقبل ويجعله يعود بالأحداث للماضي، فيصبح التأثير على الماضي من المستقبل.

         A————————–B———C

في نظرية اينشتاين يفترض أن هناك نقطتان الأولى هي النقطة A وهي الحاضر والثانية هي النقطة B وهي المستقبل، وأن أسهل طريقة للانتقال بينهم هي طي الزمن بحيث أنه لا يكون موجودا

ولكن ذلك سيجعلك تؤثر في الأحداث التي ستصبح مستقبلك، أي انك بمجرد وصولك للنقطة B سوف تستطيع التأثير على جميع الأحداث التي تليها وصولا للنقطة C ولكنك إذا أردت أن تؤثر في الأحداث التي تسبق النقطة B فعليك أن تعود للنقطة A حتي تستطيع القيام بذلك مباشرة، لتبدأ التأثير في الحدث من عند النقطة التي عدت لها مكملا مسيرتك في اتجاه النقطة B أي أن التأثير يجب أن يحدث أولا لكي تحدث النتيجة.

الفيلم قد اقتبس فكرة النظرية ولكنه ارسل الشخص للنقطة B وجعل حركته للتأثير في مستقبله الذي هو ماضية في المستقبل يسير بشكل معكوس، أي ان الشخص سيذهب الى النقطة A من النقطة B ولكن بشكل معكوس.

لا أعلم في الحقيقة ما الهدف من وراء عرض فكرة الانتقال بالزمن بهذا الشكل، إلا أنه محاولة لإنجاز عمل فني بشكل مختلف داخل قصة درامية.

ولكنه لم يوفق  في صياغته للمشاهد التي ستعرض الفكرة، لأنها كانت اقوى من استيعاب شخص قد قرأ او سمع أو حاول فهم النظرية النسبية لأينشتاين من قبل، فالبشرية ما زالت تحاول فك طلاسم النظرية النسبية لأينشتاين فمن انت لتحاول عكسها لنا.

في رأيي الشخصي المتواضع لم يكن فيلم TENET موفقا في كافة الأحوال على الرغم من نجاحه، والأسباب الرئيسية لنجاحه بدور العرض كانت:- 

                 1- عدم وجود منافسين للفيلم وقت عرضه بسبب أحداث الكورونا.

                 2- غموض الفيلم وعرضه لفكرة غير مفهومة .. فما زال الجنس البشري يحاول إصلاح ما فشل غيره في إصلاحه، أو توصيل معلومة فشل غيره في توصيلها محاولة منه في إثبات أفضليته، كما أحاول أن أفعل أنا الأن.

اطلب برنامج ويبو للمدارس والجامعات اطلب برنامج ويبو للمدارس والجامعات
error: Content is protected !!