مقالتي اليوم تتحدث عن كل من يبحث عن “معنى الرجولة” ولا تخص بالذكر جميعهم، فحينما نتحدث عن الرجال والرجولة في زمن صدق فينا قول القائل
(يأله من دين لو كان معه رجال)، والمجتمع اليوم بحاجة إلى رجال يتمتعون بأخلاق الرجولة.
وأصبحنا نري أشباه الرجال وهم ليسوا برجال، كغثاء السيل كما قال الشاعر يثقلون الأرض من كثرتهم ثم لا يغنون(لليفتون) في أمر جلل، والأحرى هم من لايمتكلون القرار ولا يتحملون المسؤولية.
ولابد أن نعلم أن هناك فرق بين الرجل والذكر، فكل رجل ذكر وليس كل ذكر رجل.
أيها السادة؛ ما أكثر الذكور ولكن الرجال منهم قليل، ولقد جاءت كلمه ذكر في القران الكريم في المراحل الدنيوية التي يتلاقى فيها الجميع مثل الخلق وتوزيع الإرث، وما أشبه ذلك.
فعندما نبحث عن كلمه رجل نجد إنها صفه وليست نوع فالنوع ذكر والصفة رجل، وحين نذكر كلمه رجل فتاتي هذه في المواقف الخاصة التي يحبها الله تعالى، ولذلك كان رُسل الله إلى الناس كلهم رجال قال تعالى
“وما أرسلنا من قبلك إلا رجالًا”.
وقد اختلف الناس في تفسير معنى الرجولة فمنهم من يفسرها بالقيادة والزعامة والحزم، ومنهم من يفسرها بالكرم وتضيف الضيوف، ومنهم من يفسرها بجمع المال والاشتغال به، ومنهم من يفسرها بحميه وعصبيه، ومنهم من يفسرها بالجاه والشفاعة، وتخليص مهام الناس بأي طرق كانت، أنهم حَقًّا جهلاء.
ولكن الرجولة بمعناه ومفهومها الحقيقي، هو ما ذكره الله عز وجل قال تعالى في ثنايا كتابه الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حميد حكيم فصلت ٤٢، وكذلك قال تعالى “رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله وأقامه الصلاة وإيتاء الزكاة يخالون يوما تتقلب فيه القلوب والأبصار” النور ٣٧.
معناه أن الرجولة صمود أمام مُلهيات الحياة واستعلاء على المغريات حذره من يوم عصيب يشيب فيه الولدان وتتبدل الأرض غير الأرض والسماوات.
ولكن المفهوم الحقيقي للرجولة يندرج تحت رأي سديد وكلمه طيبة وشهامة وتعاون وتضامن، فالرجولة ليست في تطويل الشعر ورفع الصوت والصياح مفتولة العضلات والعنصرية وفرض الذات والمواقف المذلة.
ابنتي وصاحبتي وأمي وأختي إلى كل فتاه تريد أن تختار حياتها بميزان الصحة والعدل، لكي تعيشي حياه سعيدة لا بد من أن تختاري رجلًا وليس ذكرًا، فإليكي أوجه كلماتي وأفكاري التي هي منبع أقوال الحكماء فمنهم من رحل عنا ودفع حياته ثمنا لمباءئه، ومنهم من هو على قيد الحياة يجاهد في إعلاء المبادئ وترسيخها في المجتمع.
