كتب: إميل لبيب
أبناء جيلي من نشأوا في مناطق شعبية يعرفون لعبة تريك تراك، فريقين يتنافسون علي رمي العصفور لأبعد مسافة ليحاول الفريق الآخر الإمساك به وإن فشل يسعى لقفزة ليدخل بين حجرين بينهما خشبة تمثل نموذج للكوبري.
العصفور في الأصل عصا مبرية الطرفين، حتى يتمكن أحد الفرق لضربها على أحد الأطراف لتطير فيخبطها بالخشبة التي في يديه وهي في الهواء لتذهب بعيدًا.
أهم ما في اللعبة سرعة البديهة والمبادرة في الرمي واللقط والنطق، بعبارات كل حاجة لنا وعلى البعيدة لإضافة مميزات وامتيازات لمن نطق بها أولًا.
الحياة لعبة نمارسها مع الآخر سواء كأعضاء في فريق واحد، أو متنافسين في المجال المهني.
البعض يغالي في التنافس ليصل لدرجة العداوة، والسعي نحو إفشال المنافس فعدوك ابن كارك.
من وضع المنافس في خانة العدو، من أسس لهذه الفكرة التي تجعل التعاون مع شركاء المهنة الواحدة نوع من الخيارة أو قلة الحيلة.
الجميع ينادى ويوصى بأهمية العمل الجماعي، وأهمية التنوع في الآراء والتوجهات لإثراء العمل وغنى المنتج لاشتراك أكثر من وجهة نظر في إنتاجه وإخراجه للنور.
لكن ما يقال على المنابر يختلف تمامًا عن الواقع العملي، فنحن نشرك معنا من يشابهنا في آراءنا حتى لا يتعبنا.
بعض المديرين يختار الشخص المنفذ المطيع قليل الإمكانيات والخبرات، ليضمن طاعته فيربط الحمار كما يريد المدير.
الشخص قليل المهارة فقير الإبداع، لا يحاول الخروج عن الخط المرسوم له، فكل همه مراعاة المكان الذي وصل إليه، فلا يحاول أن يغضب أولي الأمر.
إن كانت ترك تراك لعبة فيها تبادل أدوار، فالرامي بعد قليل يصبح لاقط للعصفور، ومن بادر هذه المرة يمكن أن يتأخر في المرة التي تليها.
أهم ما في لعب الأطفال، أن بانتهاء اللعبة يمكن تقسيم الفريقين بطريقة مختلفة فيصبح الخصم شريك، والشريك خصم.
حراك وتنوع في التنافس الذي حتى وإن تجاوز اللعب للشجار والخناق، بعد فترة ليست بطويلة نجدهم يلعبوا معًا مرة أخرى بعد الخصام.
التعاون مع الخصم سوف يثرى الطرفين ويحقق مكاسب للكل.
