
فاطمة حنفي
ولدت الفنانة مديحة كامل يوم 3أغسطس 1948 بالإسكندرية ورحلت عن عالمنا يوم 13يناير لعام1997 عن عمر يناهز 48عام.
وكشفت إبنتها “مريهام الريس” من خلال تصريحات صحفيه لها عن حقيقه ترك والدتها لها منذ طفولتها ومما تردد حول هذا الامر من شائعات.
وجاءت التصريحات كالآتي”تقدم لها والدى وكانت فى الصف الثانى الثانوى بينما كان يكبرها فى السن بسنوات كثيرة، ولكنها وافقت على هذا الزواج التقليدى حتى يكون سبيلها لممارسة الفن”.
“انتقلت والدتى بعد زواجها من الإسكندرية إلى القاهرة، والتحقت بالمدرسة القومية، وانتقلت جدتى للإقامة معها، خاصة أن أمى حملت بى وهى فى الثانوية العامة، وأدت امتحانات الثانوية العامة وهى حامل، وكانت طفلة أنجبت طفلة».
« بعد الطلاق عاشت جدتى معنا فى القاهرة ولم أفارق والدتى التى استكملت مسيرتها الفنية، وعندما كانت ظروف عملها تستلزم السفر كانت تصطحبنى معها، وبعدما كبرت أصبحنا كأختين لأن فارق السن بيننا ليس كبيرا”
«كانت حنونة جدًا ولكن فى طفولتى كانت شديدة وصارمة تقوم بدور الأم والأب، وكانت تتابع كل ما يخصنى بنفسها، مواعيد النوم والأكل والمذاكرة، ولوعندها شغل فترة الامتحانات تصطحبنى معها لأذاكر فى غرفتها مع المربية وبين المشاهد تتابعنى بنفسها».
« كانت ملتزمة بالمواعيد ولا تسمح لى بالتأخر خارج البيت بعد الساعة 8 مساء، وكانت تخاف على جدا وتريد أن أكون منضبطة فى كل شىء وتحرص على ألا يتم مجاملتى بسبب نجوميتها، والبنات فى المدرسة كانوا بيتريقوا عليا، لأننى حتى نهاية المرحلة الثانوية كنت باعمل ضفيرة وألتزم بالزى المدرسى التزاما شديدا، وأرتدى شراب أبيض وحذاء بدون كعب» وكأنى طفلة فى ابتدائى”.
“كانت أمى دائما تقول لى عمرى ما هاسمح لك تكونى السبب فى أن يقال دى مش متربية لأنها تربية فنانة أو تربية واحدة ست، ولذلك كانت حريصة أن أكون ملتزمة جدا فى كل شىء، ولا أحصل على أى استثناء، وكانت تحضر حفلات المدرسة ومجلس الأباء، وأثناء امتحانات الثانوية العامة كانت بتشتغل مسرح، وبعد انتهائها من العرض تأتى لتظل بجوارى حتى موعد الامتحان فى الصباح وتصطحبنى بنفسها، وتنتظرنى خارج اللجنة وتنام فى السيارة حتى أنتهى من امتحانى لتصطحبنى إلى المنزل”.
«عمرى ما اتضايقت من أفلام أمى، ولا هى اتضايقت منها، ماما سمعتها كانت زى الفل وحتى لما عملت أدوار إغراء، كانت مثل الفنانة هند رستم لا تعتمد على الإسفاف والعرى والإباحية».
«كنت أتضايق وأنا صغيرة من الأفلام التى تتعرض فيها أمى للضرب أو القتل، وهى كان يضايقها بعض الأدوار التى لم تكن على المستوى، لأنها أحيانا كانت تشعر بالحرج وتقبل الدور مجاملة للمخرج».
لم يكن هناك أى مقدمات لهذا القرار، وكانت وقتها والدتى مشغولة جدا فى تصوير مشاهد فيلم بوابة إبليس فى القاهرة، وعرض مسرحية «حلو الكلام» مع الفنان سعيد صالح بالإسكندرية”
«جدتى كانت جميلة جدا وكانت والدتى مرتبطة بها وبأخوتها ارتباطا شديدا، وفجأة أثناء انشغالها أصيبت جدتى بنزيف فى المخ وغيبوبة بسبب ارتفاع الضغط بدون سابق إنذار أو مرض، وماما سابت كل حاجة وقعدت بجوار والدتها، وأصيبت بصدمة شديدة وهى تلاحظ التغيرات التى طرأت على جدتى بشكل سريع، فبعد أن كانت جميلة تشع حيوية ونشاطا تحولت وانكمشت وتغير شكلها وابيض شعرها خلال يومين، وماما اتخضت واترعبت من ربنا وشعرت بأن الدنيا زائلة، وفى لحظة قررت أن تعتزل وتعيش فى معية الله فى هدوء دون أن تعلن عن ذلك أو تظهر فى أى برامج، وعادت من المستشفى وارتدت الحجاب، وكان ذلك عام 1991″.
«أمى ارتدت الحجاب قبلى، وطلبت منى أن أرتديه، وظلت والدتى تدعو الله أن يهدينى لارتداء الحجاب، وبالفعل تحققت دعوتها وبعد شهرين من حجابها ارتديت أنا أيضا الحجاب وأحببته».
والدتى التقت بالشيخ الشعراوى بعد حجابها واعتزالها وسألته عن الكثير من الأمور الدينية، لأنها أرادت أن تعرف تفاصيل الدين وإجابات عن أسئلتها من شخص موثوق فيه، وكان الشيخ يعتز بها حتى أنه دعانا عنده فى عقد قرانى، وأقام لى احتفالا بسيطا، وألقى خطبة النكاح وأهدانى مصحفا عليه إهداء منه».
«ماما كانت دايما بتدعى ربنا يخلصها من الفلوس لو فيها أى مال حرام»،
«قمنا ببيع بعض الممتلكات وغيرنا عاداتنا فى الإنفاق، وكنت عملت مشروع الأزياء الخاص بى».
أمى لم تكن مريضة بالسرطان كما تداول البعض”.
وأوضحت: من أصعب المواقف التى مرت على والدتى إصابة شقيقها الأصغر مصطفى بسرطان الدم وهو فى سن 17 عاما وكان ذلك فى بداية السبعينات، ووفاته بعد شهر من الإصابة ،فلم تتحمل والدتى هذه الصدمة لأنها كانت تحب عائلتها وأشقائها ومرتبطة بهم بشكل كبير وأصيبت بجلطة فى الساق، وبعدها عادت لطبيعتها واستأنفت حياتها الفنية”.
أصيبت أمى عام 1986 بالروماتويد قبل اعتزالها وكانت حياتها تسير بشكل عادى وطبيعى، خاصة بعدما تابعت مع طبيب أجنبى أعطاها علاجا كانت تسير عليه بانتظام، وكانت تمارس حياتها وفنها بشكل طبيعى».
«بعد اعتزال والدتى تسبب الروماتويد فى إصابتها بمياه على القلب وكان ذلك عام 1992، وتم علاجها بالكورتيزون وتحسنت حالتها بشكل كبير وعادت لممارسة حياتها، بل تحملت مشقة الحج عام 1995 وأدت الفريضة مع والدها، وكانت تقوم بخدمته».
“كانت زى الفل وبتمارس حياتها عادى زى أى مريض بمرض مزمن متعايش معاه وبياخد علاج”
كنا فى شهر رمضان واتسحرنا وكانت طبيعية جدا، ودخلت أتابع ابنى يوسف ونمت بجواره، وظلت أمى مع زوجى ينتظران صلاة الفجر، وتحدثت مع عدد من صديقاتها تليفونيا لتحثهم على صلاة الفجر وبعد أداء الصلاة دخلت كعادتها إلى غرفتها”
:” اعتادت والدتى ضبط المنبه على الساعة 12 ظهرا حتى تقوم لأداء صلاة الظهر».
«أصبت بصدمة عصبية وظللت لمدة 12 عاما لا أصدق ولا أستطيع أن أقول ماما ماتت».
«ماما كانت بتحلم بالستر، ومكانش لها أى وصايا غير إننا نكون ملتزمين بتعاليم الدين، وقبل وفاتها مكانش فى أى شىء يشير بقرب موتها».
تحدثت عن وفاة والدتها قائلة “توفت أمى وكانت أمها ووالدها وجدتها على قيد الحياة، فبعد الجلطة التى أصابت والدتها وكانت سببا فى اعتزال والدتى وحجابها شفيت جدتى وعاشت بعد وفاة أمى 11 عاما، ولكن وفاة أمى كانت سببا كبيرا فى حزن الأسرة، وأصبحت الحياة سوداء بدونها، لأنها كانت آسرة القلوب، وأصيبت والدتها بجلطة أخرى، ومن رحمة الله أنها عانت من عدم الوعى والإدراك سنوات قبل وفاتها».