خواطر

ما زلتِ أنتِ

بقلم: روان عصام

في ليلة وضحاها انقلبت الموازين في بلدي ولم أعد أستطيع أن أراها، وكان القيامة قامت داخلها، وغزت الأرض بالفساد والقتل وتدمير العباد، نصف الشعب مات، والنص الآخر أنشطر بين السفر و الهروب والآخر بقى في الوطن في ثبات، ظل يحارب ظروف الأيام، ظل يقاوم ظلم الأوهام، ظل محافظ على ثباته رغم موته كل يوم،
ألف مرة بدل الموت مرة واحدة، قد دخل العدو أرضنا، ودمر شعبها، وفرقهم تحت أحزاب وهمية أتمنى لو تعود كما كانت، دمشق أرض السلام و الأمن والطمائنينة.

دِمَشقُ … أأنتِ قَمرٌ أم شَمسٌ أم نجمًا لامعًا في السماء، وأما عن دمشق ما أغلقت بابُها في وَجه إنسان، خاضت معاركٌ كَثيرة وظهرت منها بانتصار، هي أُمٌ لِكُلِ من ليس له أُم في هذا الزمان، إنها التي تخلى عنها العالم كله في وقت الحصار، حضنت جميع الأُمم في شدتهم، وعند الحاجة لم تَرى وَجهُ إنسان، لا تحتاج لحضن دافيء بل هي أدفيء حضن وممتلئ بالعطف والحنان، يا نبع الرقة والإحساس ستبقين في نبض قلبي أغلى من كل الناس، دِمَشقُ مع كل ذلك الكلام بقى لساني عاجزًت عن وصفك يا شام، ثمانية وعشرون حرفًا
عجزوا عن التعبير عنك أنتِ الحب والوفاء والأمان.

دِمَشق ُ”شوارعك جمالها بناسها البسطاء”، آه على دِمَشقُ والذي حدث في دِمَشقُ، جمالك الساحر باقي في قلوبنا على مدى الزمان
يا دِمَشقُ: جمالك لن يقدر أن يخفيه أي إنسان، أنتِ قوية و عظيمة تحملي ظلم الأشقاء، أنتِ أم الدُنى أنتِ الفل والياسمين والريحان
كل هذا الكلام بالنسبة لي ولكل شخص لن يعبر عن جمال الشام، دِمَشقُ ما أروع كلمة دِمَشقُ! الدال: دمي، الميم: مروئتي، الشين: شهامتي، القاق: قلبي
وأنتِ نبض قلبي ودمي و شرايني
دِمَشقُ ستبقين حبي الوحيد إلى الأبد.

وفي النهاية و الختام
يبقى اللسان عاجز عن الكلام، اشتقت إلى كل شيء يجمعني بالشام، دمشق يا أم العروبة والحنان، دمشق يا أم الشهداء يا أرض الطاهرين والأنبياء، دمشق يا أم المغتربين والمظلومين، سوف تبقين في قلبي ودمي على مر الزمان
ما زلتِ أنتِ يا دمشق
ما زلتِ أنتِ.

جميع الحقوق محفوظة لـ مجلة هافن HAVEN Magazine
Powered by Mohamed Hamed
error: Content is protected !!