رسائل قلبية

يوميات دكتور | ” العَزْل حَيَاة “

بقلم دكتور / عمر عبد الرحمن

عندما بدأت جائحة كورونا في الدخول لوطننا العزيز مصر و بدأت معظم المستشفيات يطلق عليها مستشفيات عزل!
فلماذا اذاً هي مستشفيات عزل و ما هذا المسمي؟
مسشفيات عزل لانها تعزل المرضي و الاطباء ، فلا خروج لهم و لا دخول لغيرهم ، انقطاع تام عن الحياة الخارجية .

و عندما اتي دوري للدخول في مستشفي عزل القصر العيني و اصبحت وحيدا بعيدا عن اهلي و بيتي و اصدقائي ،
و بعد مرور اياما قلائل وجدت فيها ان العزل ليس بعزل كما كنت اظن ، بل هناك حياة اخري بالداخل ، حياة مكتملة الاركان ، هناك اصدقاء جدد ، هناك مديرا للعزل بصفات الاب يتعامل معنا بمنتهي الحب و الثقة و التشجيع و الاطمئنان ، هناك ممرضات يسعون لتوفير كل سبل الراحة للاطباء و المرضي و لا يبخلو بذرة تعب او جهد

و هناك ما هو اعظم شيء داخل العزل و هم المرضي
المرضي اللذين جعلهم الله عز وجل سببا في هذا الجمع ، فالكل تجمع من اجل خدمة و مُساعدة هذا المريض .

المرضي اللذين دوماً نتعلم منهم الصبر علي البلاء ، و الصبر علي الالم و يرزقنا الله دعاءَهم و دعاء ذَويهم
و نظل جميعا في خدمتهم حتي نفرح برؤيتهم اصحاء سالمين ذاهبين الي بيوتهم و اهلهم في فرحة و بهجة و سرور .

و ما اعظمها من لحظات تؤثر فينا جميعاً
و نسال الله دوما الشفاء لهم
في النهاية اود ان اقول :
” إن كان هناك عزل ، فهناك حياة اخري داخل العزل ، حياة تُعلمنا ، حياة تُربينا ، حياة تُصبّرُنا . “
” و العزل هو سبب صغيـر و كافي جداً جداً جداً للصبر ، للفخـر ، للحُب ، للفـرح ، وللابتسامه . “
فالعَزْلُ حَيَاة .

جميع الحقوق محفوظة لـ مجلة هافن HAVEN Magazine
Powered by Mohamed Hamed
error: Content is protected !!