مقالات

أتطور

كتب: إميل لبيب

لا يوجد شيء يبقى على حالة طول الوقت، حتى الجماد يتغير نتيجة الاستخدام أو تأثره بعوامل البيئة المحيطة به.

التغيير هو السمة الأساسية في الكون، ومن لا يتغير للأفضل سوف يتدهور.

هناك صفة اسمها التقادم معناه صدور أو وجود شيء أحدث من المتقادم، فعلي سبيل المثال؛ اللاب توب الموجود لدى التجار ولم يستخدم بعد، ممكن تشوفه بسعر بعده بيوم تلقاه بسعر أقل، السبب هو طرح موديل أحدث منه فيحدث للمعروض تقادم، علشان كده يبقى في موسم للتنزيلات أو الأوكازيون، تحاول المحالّ التجارية وخاصة محلات الموضة عرض مخزون البضاعة عندها قبل ما يحصل له تقادم.

لا يوجد ضمان لأي منتج ضد التقادم، حتى المؤسسات والشركات الكبرى يصيبها التقادم
أكبر مثال “شركة نوكيا’ في وقت من الأوقات كان الموبايل عند المصريين هو نوكيا، وأي ماركة أخرى يرونها غير مضمونة فلا يقبلون على شرائها.

اعتمدت نوكيا على مكاسبها الحالية، وعلى إنها اصبحت تمتلك السوق بمبيعاتها وأرباحها الضخمة، لم تتعلم ولم تضع تغيرات السوق، والمنافسة ضمن خانة المهددات التي يمكن أن تكون خطر على مستقبلها، لم تفقد نوكيا أرباحها فقط لكن فقدت وجودها وكيانها.

وفى المؤتمر الصحفى الذى أعلن فيه شراء شركة مايكروسوفت لشركة نوكيا، أنهى الرئيس التنفيذى لشركة نوكيا كلمته قائلاً:
“لم نفعل اى شئ خاطئ، لكن بطريقة ما خسرنا”، على الرغم من أن كلمته ابكته وابكت الكثيرين معه إلا أنها في حد ذاتها الخطأ نفسه، لقد حاول تبرير خطأه فى عدم التطور والتغير ليواكب احتياجات السوق ومواجهة التنافس الشرس بين الشركات لقد فشل فى التغيير والتطوير، فانتهى وجوده وكيانه.

فى كتاب “من حرك قطعة الجبن الخاصة بى” الذى تحول لفيلم كارتون بنفس الاسم، يقول “سبنسر جونسون” على فم أحد أبطال الفيلم:
“اذا لم نتغير سنفنى”، وهذا ماحدث لأضخم كائنات عاشت على وجه الارض، فانت الديناصورات وانقرضت بسبب عدم تطورها وتأقلمها.

مثال آخر فى مجال الأعمال لعدم القدرة على قراءة المستقبل، ومراقبة التغيير “شركة كوداك” بعد نجاح استمر حوالى 133 سنة تربعت خلالها على عرش مبيعات معدات التصوير والأفلام الخاصة بها، وأرباح وصلت إلى 90% من حجم السوق الامريكي
بدأ الانهيار في أواخر التسعينات حيث خسرت جزء ضخم من مبيعاتها بسبب التصوير الديجيتال، لم تدرك خطورة طرح شركة “سونى” الكاميرات الديجيتال فى عام 1981 ورأت أنها لن تلقى الرواج، أو تمثل تهديد حقيقى لمكانتها فى السوق.

وبالرغم من محاولاتها تقديم إنتاج جديد عليها من المنتجات الرقمية في عام 2003، إلا أنها كانت تشبه مثيلتها في السوق
فقدت ريادتها ومكانتها واضطرت لإعلان إفلاسها في عام 2012، لم يشفع لها تاريخها
واسمها المكتوب على آلاف الأفلام والافيشات التي صورت من خلال منتجاتها المختلفة التى كانت فى يوم من الأيام متطورة وتواكب العصر.
التطور
التأقلم
التكيف
التغيير
تنويعات مختلفة على نفس اللحن من تجاوب معه فاز وغلب ونجا من الفناء، ومن تجاهله وتغافل عنه أصبح من الماضى.

جميع الحقوق محفوظة لـ مجلة هافن HAVEN Magazine
Powered by Mohamed Hamed
error: Content is protected !!