مقالات

إعلامنا “بيلعب” بالبيضة والحجر

بقلم: د. سناء محمدي

“ويلٌ للعالم إذا انحرف المثقفون” جملة ذُكرت في فيلم البيضة والحجر، إن لم تكن شاهدت هذا الفيلم فدعني أشرح لك فكرته ببساطة؛ ففكرة الفيلم تدور حول مدرس فلسفة في إحدى المدارس الثانوية، يُحضر رسالة دكتوراه في الفلسفة تكالبت عليه الظروف حتى أنه لم يستطع دفع إيجار مسكنه اضطرته الظروف الانتقال لغرفة فوق إحدى العمارات في منطقة شعبية تصادف أنها كانت مسكن لأحد المشعوذين الدجالين، فتسابق إليه بعض السكان والجيران ظناً منهم أن من سكن مكان الدجَّال القديم دجَّال جديد.

حاول أن يشرح لهم أنه مدرس فلسفة لكنهم لم يصدقوه؛ فتحايل عليهم بالمنطق والعقل واستخدام أساليب الإيحاء والإقناع ليحقق لهم رغباتهم وأمنياتهم والتي كان من الممكن ببعض السعي أن يحققوها دون الاستعانة بالدجل والشعوذة، لكن الفكرة التي سيطرت عليهم بأن مصيرهم في يد قوة خفية نتيجة لسحر أو مس من الجن، وفي ظل كل تلك الأحداث تأتي الفكرة العبقرية التي يدور حولها الفيلم وهي ‘ويلٌ للعالم إذا انحرف المثقفون’ لأن انحرافهم قائم على عقل يؤلف الحجج والبراهين والمنطق لانحرافهم، قادرين على تزييف الحقائق، وإلباس الأكاذيب ثوب الحقائق.

هكذا يفعل الإعلام المضلل الذي يعمل على تخويف الناس وارهابهم ثم اللعب بأعصابهم وثباتهم الإنفعالي فيتقبلوا أي فكرة تقدم لهم من خلال الإعلام، فهذا الإعلام يلعب معنا بالبيضة والحجر.

اطلب برنامج ويبو للمدارس والجامعات اطلب برنامج ويبو للمدارس والجامعات
error: Content is protected !!