مقالات

استثمر

كتب: إميل لبيب

في فيلم باتش آدامز للممثل الأمريكي روبن ويليامز، يتقابل مع آرثر المريض العقلي المحجوز في المصحة العقلية وتزاملا معاً فترة من الزمن.

اعتاد آرثر التلويح بيديه رافعًا أصابعه الأربعة صارخًا في كل من يقابله، كم أصبع ترى؟

ليرد عليه من طرح عليه السؤال بأنه يرى أربع أصابع، ليشيح له آرثر ويتهمه بعدم الفهم.

يتواصل باتش مع آرثر، حتى يثق فيه ويرى أنه مختلف بناء على تعامله معه، ويفهمه مغزى سؤال الأربع أصابع، باختلاف زاوية واتجاه الرؤيا وعدم التركيز على السؤال نرى الأربع أصابع ثمانية، ويستطرد آرثر ويقول:

• “دع نفسك ترى ما لا يستطيع الآخرون رؤيته”.

• دع نفسك ترى ما يخاف الآخرين رؤيته.

• دون خوف أو تراخى أو كسل.

• ترى العالم جديد كل يوم.

النقاط الأربع السابقة وإن كانت صادرة على فم شخص اعتبره المحيطين به مختل عقليًا، وهو الفكر السائد تجاه الأشخاص الخلاقين المبدعين.

فالعامة لا يستطيعون إدراك ما يرونه، ولا يفهمون طريقة تعاملهم مع الأمور، ولا يستطيعوا مجاراتهم في التفكير وسرعة التنفيذ.

تخيل معى مرة أخرى هذه العبارة:
” يرى ما لا يراه الآخرون”

بالتأكيد هؤلاء الآخرون سوف يظنون فيه الجنون لعدم قدرتهم على الرؤية والفهم، أغلبية المبدعون اتهموا بالجنون وتحاشى الناس التعامل معهم.

إلا أنهم من خلال تناول الأمور بطريقة مختلفة عن المعتاد استطاعوا استثمار رؤيتهم الخاصة في إبداع خاص، لا يستطيع الآخرون رؤيته لعدم قدرتهم على الرؤيا بالمنظور المختلف وغير المعتاد.

لابد وأن نعترف أن هناك أشخاص قادرين على استثمار الفرص للدرجة التي تظن أنهم يخلقونها من العدم، والواقع الفعلي ما يقومون به ليس من العدم لكنه استثمار محطات سابقة مروا بها أثرت في تكوين شخصياتهم وأثقلت مهاراتهم ليصبح لديهم نظرة ولمسة الخبير.

المهارات التي تجعلك تفضل الانتظار للتعامل مع فني أو صناعيي معين دون غيره، وترضى أن تدفع له أكثر من الآخرين لإدراكك أن ما قام به يختلف عن مأسوف يقوم به غيره.

هذه الخبرة وهذه الدرجة من الدقة ليست وليدة الحظ لكنها،
استثمار في وقت مضى، واستثمار فى فرص حاليًا، واستثمار فى المستقبل بالحفاظ على النجاح المحقق.

اطلب برنامج ويبو للمدارس والجامعات اطلب برنامج ويبو للمدارس والجامعات
error: Content is protected !!