فننقد سينمائي

ليلة سقوط بغداد ومسلسل “الظاهر بيبرس” بين المصري والسوري.. حدث في مثل هذا اليوم

في مثل هذا اليوم المُوافق 10 فبراير عام 1258م سيطرت المغول بقيادة هولاكو خان على مدينة بغداد فيما يعرف تاريخيًا بواقعة ليلة سقوط بغداد، أو ليلة سقوط الدولة العبَّاسيَّة، حيث تمكن جيوش المغول من اقتحام بغداد بعد أن حاصروها 12 يومًا، فدمروها وأبادوا مُعظم سُكَّانها.

و بمناسبة تلك الذكرى وجدت مجلة هافن” الفرصة لعقد مقارنة بين عملين تناولا أحداث ما بعد سقوط بغداد، وظهور فارس مغوار بمسلسل الظاهر بيبرس بين النسخة السوري و النسخة المصري:

في عام ٢٠٠٥، تم إنتاج مسلسلين عن نفس الفكرة وبنفس الاسم ألا وهو الظاهر بيبرس ولكن أحدهما بالنسخة المصري والآخر بالنسخة السوري، وقد وجد البعض أنه يوجد اختلافات تاريخية كثيرة، لذا سنستعرض أهم النقاط التي وردت بكل من المسلسلين:

الظاهر بيبرس النسخة المصري
في ذلك الوقت أراد قطاع الإنتاج باتحاد الإذاعة والتليفزيون أن يقدم رمز تلتف حوله الأجيال، فأتي بفارس من الماضي ألا وهو الظاهر بيبرس، الذي صاغ حكايته المؤلف “طه شلبي”، وشارك في بطولته مجموعة مميزة من النجوم فقام بدور الظاهر بيبرس الفنان ياسر جلال، وشارك معه في العمل كلا من أحمد ماهر، وبثينة رشوان، وشيرين، وأحمد خليل، وأحمد هارون، ومحمود الجندي، ووفاء عامر، ونهال عنبر، والسيد راضي، وأشرف عبدالغفور، ونبيل نور الدين، ووجدي العربي، وكان المسلسل من إخراج: إبراهيم الشوادي وعرض في الموسم الرمضاني لهذا العام.
وقال مؤلف العمل طه شلبي: “استغرقت في كتابة المسلسل ثلاث سنوات قرأت فيها عشرات الكتب لأن الفترة التي تواجد فيها الظاهر بيبرس مليئة بالأحداث المهمة وكانت مفصلية في التاريخ الإسلامي، ولأنني معجب بشخصية الظاهر بيبرس تحمست لكتابة عمل درامي يرصد حياته من المولد حتى الوفاة وكان تصوير المسلسل أحد أحلامي، وعندما عرضت السيناريو على قطاع الانتاج اشادت به الرقابة وعهدت به إلى المخرج إبراهيم الشوادي الذي وفق في اختيار الممثلين وأغلبهم من جيل الشباب، والرهان في المسلسل ليس على الفنانين لكنه على الشخصية التي تدور حولها الأحداث·”

لكن المسلسل قوبل بالعديد من الانتقادات من قِبَل النقاد المصريين خاصة بمقارنته بالنسخة السورية التي قدمت في نفس العام، فعلى سبيل المثال قال الناقد “طارق الشناوي” الذي اعتبر ان “المسلسل السوري تألق كالثريا في سماء الدراما مقابل نظيره المصري،” وأشار إلى شعوره “بالمأساة للاستخفاف الذي لجأ إليه صناع المسلسل وكأننا فقط من نحتكر الصورة الدرامية التاريخية”.
كما ذكرت الناقدة “علا الشافعي” أن المسلسل المصري جاء مفرغا وسطحيا حول القراءة التاريخية للحدث بالإضافة إلى الاستسهال في الأداء.
وقد وضع الناقد الفني “محمد دياب” نقطة ارتكاز حول رقاقة ذلك العمل من وجهة نظره حين قال: “ارتكاز المسلسل المصري حول محور تنافس بين بيبرس وهولاكو على قلب اميرة كازاخية كمحك للفعل التاريخي يدل على الدراما الفقيرة التي ارتكزت على التفاهات، التي وقفت وراء الفشل المريع لهذا المسلسل”.

الظاهر بيبرس النسخة السوري:
جُسد مسلسل الظاهر بيبرس في النسخة السوري بـالعربية الفصحى، في نحو ثلاثين حلقة، وقد قام بدور الظاهر بيبرس الممثل “عابد فهد” وشاركته الفنانة “سوزان نجم الدين” في دور شجر الدر، وقام بالإخراج المخرج الأردني محمد عزيزية بمساعدة بشار دهان ورياض طعمة. وكتب السيناريو والحوار غسان زكريا.
وقد أخُذ على ذلك المسلسل بعض المآخذ في الأحداث التاريخية منها عدم تطابق اغتيال السلطان قطز مع ماذكره المؤرخون، وظهور ابن الظاهر بيبرس السعيد ناصر الدين محمد بركة كطفل صغير وقت وفاة الظاهر بيبرس.
في حين أشاد به النقاد على المستوى العربي فيما ذكر أنه امتلك عمقا فكريا حين أسقاط اللحظة التاريخية على ما يجري في العالم العربي وقتها ،خصوصا في الحلقات التي تطرقت الى سقوط بغداد ودمشق من بعدها في الوقت الذي كان فيه الحكام العرب والمسلمون يعيشون حالة من التفتت نتيجة تركيزهم على مصالحهم الشخصية بعيدا عن مصالح الامة”.

كما أجمعت الآراء على أن المسلسل السوري تميز بالتنفيذ الفني الجيد ،إلى جانب غنى الانتاج واختيار الممثلين بما يؤكد على ان “اهم انجازات المسلسل السوري انه استطاع ان يقنع المشاهد انه امام عمل تاريخي مهم”.
ويشير النقاد إلى تميز المسلسل السوري بالموسيقى التصويرية وجمال الصورة ومصداقية الفنانين السوريين والأردنيين واللبنانيين المشاركين فيه بالأداء، بالإضافة إلى تنفيذ المشاهد الحربية بطريقة ملفتة مقارنة بنظيره المصري.

اطلب برنامج ويبو للمدارس والجامعات اطلب برنامج ويبو للمدارس والجامعات
error: Content is protected !!