خواطر

«نميلُ أحيانًا للعُزلة»

كتبت: إسراء حمدي

لقد خلقنا الله بفطرتنا، نحبُ الضحك، والتعامل، والتكيف والتحمل، وما إلى شبه، نعم نختلف من شخصٍ لآخر ولكن الكثرة كذلك، نود أن نعود بذاكرتِنا وحنيننا إلى ذكرياتِ الطفولة حيث لا أهمية لأي شيء، ولا أهمية لانشغال بحالِ الدنيا وما فيها، فَهُناك أشياء بالقلبِ مهما كبرنا تأبىٰ هي أن تكبر؛ فنخضع لها حتى وإن كُنا قد بلغنا من العمر عتيا.

نتراوح بين هذا وذَلك، تُقلبنا الدنيا كيفما شاءت ويتلاعب بِنا القدر؛ بأن ليس كل ما نريده نناله، فمرةً نكون بروحنا الضحكة، المرحة، البسيطة، العائدة إلى روح الطفولة، ومرةً نكون بحالة النضج المطلوبة في بعض المواقف والأحداث، ومرةً يحدثُ ما لم نود محبته، وهي أن يُلامس قلوبنا الحزن والوجع والوهن عند التعب أو عند تعب من نُحب أو وفاة أحدهم.. هذة حال الدنيا، دار الشقاء والابتلاءات، فلابد أن نمر بكل هذة المشاعر والتقلبات، ولكن لكلٍ منها حالتها وتعامُلها، أو مثلما قال لكلِ مقامٍ مقال، ولكلِ حدثٍ حديث.

وفي جميعِ هذة التقلبات، وكل هذا العالم الواسع الكبير، يحدث أن نميل أحيانًا إلى العُزلة، للسكون، لخلق كونًا آخر غير أرض البشر والثرثرة المتواجدة به، وهذا الضجيج المستمر، نميل لأن نسكن ونستريح ونهدأ، نميل لأن نُسكت الفم لتتحدث الجوارح، وتكون هذة اللحظة أو هذة النقطة من درب الوصول هي الأشقى والأصعب على الإطلاق، هي بمثابة الهروب، الهروب من البشر، الضجيج، الحُزن، المسؤوليات، الضغظ.. هي هروب من كافةِ الأشياء التي تكون حولك، وتجول في خاطرك، تريد فقط أن تتعرى وتتجرد من كل شيء، حتى تريدُ أن تتجرد من ملابسك إذا أضحت عليك ثُقلًا لا تريده.
وأن كانت حالتُك وقوتك؛ فلقد امتلأت من كثرة ما بداخلك، من كثرة ما تُخبه وتعيش فيه، تكاد أن تنطق بها جوارحك الصماء، نفسك التي تؤلمها تلك ولا تكترث لها، فلنفسك عليك حق، سوف تُسأل عليها أمام الله، فلك حق العزلة والبُعد ولو لبرهة ليست ببعيدة، يجب أن تسكن بأي حالٍ من الأحوال لتقُم من جديد بطاقةٍ مختلفة ومتجدةة، لتقدر على المواجهة.

.. للعزلة أسبابٌ كثيرة، وحالات كُثر، تتحول أحيانًا إلى مرض، وتصبح أحيانًا آخرى راحةً وسكون، ولكن ضَرُها أكثر من نفعها، لك حق العزلة كيفما شئت ووقتما أردت، مثلما أن لكل شيءٍ لحظة سكون، راحة نفسك كذلك، يجب أن تستكين وتستريح، فنحن في كُبر وعرض، وضغظ، وحجم، هذا الكون، نميل أحيانًا للعُزلة، لنرجع أفضل حالًا، مثلما كُنا..

إسراء_حمدي.

اطلب برنامج ويبو للمدارس والجامعات اطلب برنامج ويبو للمدارس والجامعات
error: Content is protected !!