مقالات

بناء بيت “العلاقات السامة”| الفصل الثاني

كان هناك أسطورة تدور منذ زمن قديم، قبل وجود البشر على الأرض، حيث كانت الفضائل والرذائل تلف العالم في ملل شديد، فظهر الابداع واقترح أن يلعبوا سويًا لعبة الاستغماية، أعجبتهم الفكرة جدًا وبدأ الجنون في الصياح بمرح شديد أنه يريد البدء، وبالفعل بدأ في تغميض عينيه واختبأ الآخرون، اختبأت “الخيانة” وسط القمامة، واختبئ “الشوق” في باطن الأرض، “والرقة” فلقد صعدت فوق القمر.

وكالعادة قال “الكذب” بصوت عالي سأختبئ وسط الحجارة، بينما اختبئ في قاع البحر، أما “الحب” فلم يجد مكان يجتبئ به إلا وسط الورود، وبدأ “الجنون” بالبحث عنهم.

وبالطبع أول من كشف أمره هو “الكسل” إذ لم يحاول إخفاء نفسه بصورة جيدة، أما “الكذب” فأنقطع نفسه وخرج، ثم وجد “الجنون” جميع الفضائل والرذائل إلا “الحب”.

وبعد بحث طويل عليه قال “الحسد والخيانة” إنه يختبئ وسط الورود فـ ثار “الجنون” وأخذ يبحث عنه لكنه لم يستطيع أن يراه وسط الأزهار والورود، فأمسك غصن كبير وأخذ يلوح للإمساك به، لكن حدث ما لم يكن بالحسبان فلقد أصاب الغصن عين “الحب” فأصبح لا يرى وأصبح أعمى، وحاول “الجنون” إصلاح الخطأ فلازم الحب طيلة حياته ليكون عيون “الحب”.

تُسَمَّى أوائل العلاقات باسم الفخامة وهي تشبه الأسطورة السابقة فهي هوس الحب، حيث تكون فترة طيلة الإعجاب، هي فترة الأمل الزائد ومرحلة المرح، تكون هوس ولا اردايًا، تجعلنا تلك الفترة تعليق اَلْحُكْم، تجاهل ومسامحة الأشياء التي تحتاج المزيد من الفحص، وتستمر بعض الأوقات قرابة عامين. غمامة ومطر.

كما يذهب السحاب المحمل بالغُيوم بعد يوم ممطر، وتظهر السماء صافية، تمامًا هنا عندما تظهر الأمور الحقيقية وتسقط كل الغمامات وتظهر مرحلة من منا أكثر عَنَدَا، يقع الانجذاب الرومانسي ويُصبح الزوجين أكثر واقعية، تظهر هنا علامات التحذير التي تم تجاهلها مبكراً، تصبح كالبذور السامة الخفية التي نمت وستبدأ بقتل العلاقة.

نصل هُنَا إلى الطابق الثاني للبيت مشاركة الإعجاب والرومانسية، تُعتبر مرحلة صداقة تستخدم كمضاد للبذور السامة، كانت في أول العلاقة كالقوة التي تحرك الطرفين وبالفعل ستأتي بثمارها، فإن العمل على إحياء ومشاركة لحظات الإعجاب مرة أخرى ستجعل البناء أقوى وأقوى، حيث تقوى العاطفة بمشاركتها.

ليس المهم أن تقول فقط أنا معجب بك بل تُظهر الأسباب لتكون أقوى مثال: أنا معجب بك لأنك، أنا فخور بك لأنك، أحب كيف.

خصص الوقت لملء كل تلك الفراغات لشريكك، ستتعلم الامتنان لأبسط الأشياء التي يفعلها الطرف الآخر حتى وإن كانت أنه ناولك كوب ماء، أن تُعيد عليه المواقف الجيدة التي فعلها بشكل تحفيزي حتى وإن كان مرة كل أسبوع، كل هذا سيعزز النقاط الإيجابية في العلاقة بينكم.

إن مشاركة نقاط القوة والإعجاب فيما بينكم هو الترياق لكل البذور السامة، والأهم من كل ذلك إظهار المودة والاحترام.

اطلب برنامج ويبو للمدارس والجامعات اطلب برنامج ويبو للمدارس والجامعات
error: Content is protected !!