على عتبات نافذتي الخشبية أجد طائر مكسورٌ جناحيه، يصارع الموت ولكنه يتشبث بالحياة، بكل ما لديه من قوة.
نظرت إليه متعجبة كيف لهذا الطائر الصغير؟ أن يتمسك بالحياة لهذه الدرجة، أمسكت بيدي العصفور الصغير وضممت جراحه، وأعتنيت به حتى عاد كما كان، ولكن في ليلة من الليالي كنت أنظر لهذا العصفور الصغير دائمًا باستغراب، حينما جذب انتباهي وهو يحاول فتح أبواب القفص الذي يقيم به باحثًا عن الحرية، وكان ينظر لي وكأن نظراته تخبرني كيف تجردين حريتي وتحبسينني في هذا القفص اللعين؟
هذا القفص اللعين أشبه بالسجن يقيد حريتي وأنا لا أعرف في حياتي سوى معني الحرية، وها أنتِ سلبتي تلك الحرية مني حينما وضعتيني في هذا القفص.
أنا لا أعرف حدود للكون، فلماذا وضعتني في القفص؟! فشردت للحظات وبعدها قُلت لنفسي أن الحرية أسمى معاني الحياة، فأمسكت بالعصفور الصغير وفتحت نافذة غرفتي الخشبية لأعيد له حريته من جديد، وما أن أطلقت سراحه أخذ يطير لبعيد وأنا أراقبه في صمت حتى اختفى في عنان السماء.
المغذى من القصة: حتى لو كنت تعيش حياة مرفهة وأنت مسلوب الحرية فأنت تعيش وكأنك جثة هامدة ولكن روحك ما زالت على قيد الحياة.
الحرية هي أسمى معاني الإنسانية، وأقصد بالحرية حرية الفكر والعقيدة وحرية الحياة عش مثلما تريد أن تعش ولكن لا تجعل من حريتك ملاذًا لارتكاب الذنوب وأذى نفسك وأذى الآخرين.
