1) في البداية حدثنا عن نشأتك
(محل الولادة، مشوارك الدراسي)؟
أنا ابن الاسكندرية، مهندس زراعي، خريج كلية الزراعة جامعة الاسكندرية.
2) وراء كل كاتب قصة أوصلته لأحتراف الكتابة ما هي قصتك الخاصة؟
قصة طويلة ولكني سأبدأها من أيام الجامعة، كنت في الفرقة الأولى، أحب الكتابة والقراءة وكتبت العديد من القصص التي حصلت على بعض الجوائز على مستوى الكلية أو الجامعة، ولكني لم أحصل أبدًا على جائزة كبرى، كانت هناك إحدى الجوائز التي كنت أطمح كثيرًا للحصول عليها، وكان عندي فكرة جيدة لرواية، اجتهدت كثيرًا عليها وكتبتها في وقت قياسي، وقدمت في المسابقة وأنتقلت إلى التصفيات النهائية على مستوى الجمهورية، كانت المسابقة لها أكثر من مركز، ولكن يوم إعلان النتيجة النهائية لم أحصل على أي مركز.
في العام التالي قررت أن أجتهد أكثر وآخذ فرصة أخرى، حضرت ورش لتعلم الكتابة، وقرأت كثيرًا، وكان لدي فكرة جيدة لرواية جيدة، وهذه المرة كنت قد تعلمت من أخطائي السابقة، وبالفعل تم تصعيدي للتصفيات النهائية، ولكن للمرة الثانية لم أحصل على أي مركز.
عندها أصبت بإحباط شديد، وقلت في نفسي أن هذه المسابقة لا يكسبها إلا أصحاب الوسائط، وكان عندي فكرة لرواية ثالثة هامة جدًا، وكانت تحتاج إلى بحث عميق، هذه المرة لم أستهدف مسابقات، والحقيقة أنني انغمست كثيرًا في هذا البحث حتى أنه اخذ مني ثلاث سنوات وسقط في الكلية عامين أثناء كتابتها، ولما انتهيت من الرواية حاولت نشرها، وكان التقديم في المسابقة نفسها مفتوح.. وقدمت ولكني لم أهتم كثيرًا بالنتيجة، وعند إعلان المراكز الفائزة، كانت روايتي “حورس” هي الحاصلة على المركز الأول، وكان ذلك بمهرجان إبداع الذي تنظمه وزارة الشباب والرياضة، جائزة نجيب محفوظ، وكانت هذه الرواية هي أول رواية أنشرها، وأول جائزة كبرى أحصل عليها.
3) بمن تأثرت بكتابته و لمن تقرأ؟
قرأت للكثير وتأثرت بالكثير، حتى أنني لا أجد كاتب معين تأثرت به بشكل واضح، ولكني أحب أن أقرأ لستيفان زفايج، و”هاروكي موراكامي” و”نجيب محفوظ” و”دان براون” و”دوستويفسكي” و”تشيخوف”… وهناك العديد من الأسامي العربية والأجنبية الأخرى التي خطرت على بالي.
4)هل واجهت أي صعوبات في بداية مشوارك في الكتابة؛ سواء من الأسرة أو المجتمع؟
بالتأكيد، سقوطي في الكلية أكثر من مرة جعل أهلي في البيت يكرهون أن أكتب وينهونني عن الكتابة في البداية، ولكن كل ذلم قبل أن أنشر كتابي الأول وأحقق به نجاح كبير، اليوم والدي كلما رآني يخبرني أنه أول من شجعني على الكتابة، وتقول أمي أنني ورثت هذه الموهبة منها وأن لولاها ما كنت كاتبًا.
5)كيف كانت رحلتك مع الكتابة ونشر رواياتك؟
الحقيقة أن الجائزة هي التي جعلت دار النشر تتواصل معي طلبًا للنشر، وكون أول روايتين مع دار المعارف يحققان نجاحًا مقبولًا جعل دائمًا دور النشر هي التي تبادر بالتواصل معي، ولذلك كان حظي جيد في هذه النقطة، فإن الجائزة توفر الكثير من محاولات التواصل مع دور النشر التي تكون عادة أكثر مراحل النشر صعوبة لمعظم الكتاب.
6)هل الكتابة هدف أم وسيلة؟
أعتقد أنها وسيلة أعبر بها أفكاري المتزاحمة ومحاولة لنشر درجة من الثقافة والوعي بطريقة بسيطة ومسلية.
7)هل الموهبة وحدها تكفي ليكون الكاتب قادر على صياغة نص جيد؟
بالتأكيد الموهوب لا يكتفي بموهبته، فالموهبة في رأيي هو الشغف تجاه الشيء ومحاولة تطويره باستمرار، وكل من ظن أنه موهوب بما يكفي وتوقف عن تطوير نفسه سوف يفقد موهبته مع الوقت.
8)ما هي أحب أعمالك إليك ؟
كلهم أولادي لا أفرق بينهم، ولكن رواية “هومو” أعتقد دائمًا أنها أكثر رواية ظلمت فيهم لأنها لم تلقى ترويجًا وتوزيعًا كبيرًا، غير ذلك فإني أعتقد دائمًا أن آخر ما كتبت هو الأكثر تطورًا، و”مقابر الأحياء” هي آخر ما كتبت وتم نشره.
9)أيهما أكثر قدره على التعبير والتواصل مع القارئ الرواية أم القصة القصيرة؟
الرواية طبعًا، فإن القارئ يقضي معها وقت أطول وتفاصيل أكثر، ولكن ذلك لا يمنع أن القصة القصيرة لها أهميتها، فليس كل الناس لديها الوقت الكافي لقراءة رواية والبقاء معها لوقت طويل، أحيانا لا نحتاج إلا استراحة أو فاصل قصير ومسلي، وهنا يأتي دور القصة.
10) ما هي أهم المعوقات التي يصطدم بها الكُتاب الشباب؟
دور النشر، للأسف كل دور النشر هدفها الربح، وهناك من دور النشر ما تريد أن تحقق من وراء الكاتب أكبر كم من الربح بغض النظر عن قيمة ما يكتب، فمن الكتاب من ينخدع في نفسه، ومن الكتاب من يظلم ويفقد عزيمته مبكرًا، وليس دائمًا الأكثر قيمة هو من يلقى استحسان الجمهور على المدى القصير، وأما الشهرة المقدر لها الدوام يجب أن تنضج في بطئ وعلى مهل.
11)ما موقفك من النقد في الوسط الثقافي؟
كوني مهندسًا زراعيًا أعرف جيدًا ضرورة تشذيب الشجرة بقص أطرافها، فذلك يجعلها أكثر نضرة وتهذيبًا ويساعد على توزيع الغذاء فيها، يقوم النقد مقام التشذيب، فبدونه سوف تظلم الكثير من الأقلام، وتأخذ أقلام أخرى مكانة أكبر من حجمها، وأتخذ هذه الفرصة لأسلط الضوء على قنوات البوك تيوب التي ساعدت كثيرًا هذه الأيام في العثور بسهولة على أعمال جيدة وملائمة لذوق القراء المتنوع.
12)وهل تتقبل النقد؟
أراعي دائمًا أن أقرأ وأسمع مختلف الآراء عن كتاباتي وأسجل ملاحظات وأتلافى الأخطاء، بالتأكيد أتقبل النقد وأتعلم منه.
13)كيف تساعد الشباب في إظهار مواهبهم؟
حتى فترة قريبة كنت أقبل كل ما يرسله الشباب على الخاص لأقرأه وأقول رأيي فيه، في الحقيقة مؤخرًا زادت هذه الطلبات عن الحد المحتمل فتوقفت عن ذلك، ولكني أقمت أكثر من ورشة لتعليم الكتابة، أحيانًا بسعر مخفض لتغطي تكاليفها، وأحيانًا مجانية بدعم من بعض المؤسسات الخيرية أو النوادي والجامعات، وأحيانًا دور النشر، ومؤخرًا أقمت ورشة ومسابقة للقصة القصيرة برعاية من “دار يافي”، ونتيجة المسابقة كتاب مجمع للقصص القصيرة للفائزين، وفي الكتاب أشارك معهم بقصة، كما أشارك بفكرة لربط المجموعة القصصية ببعضها داخل الكتاب لأقدمهم لكل من أحب أن يقرأ لي، وقريبًا جدًا سيتم الإعلان عن هذا الكتاب وسيشارك معي أحد الشخصيات المعروفة في الوسط الأدبي والذي تحمس للفكرة جدًا عند سماعها، وذلك سيزيد من قيمة الكتاب وفرصة انتشار الشباب الجدد المشاركين، وسأحاول أن أعيد هذه التجربة مرة أخرى إن لاقت النجاح المرجو.
14) هل ستشارك بعمل جديد في معرض ٢٠٢١ بعد رواية “مقابر الأحياء ” ؟
طبعًا، هناك رواية تم الانتهاء منها في نوفمبر بنية نشرها في معرض الكتاب، ولكن تم تأجيلها مع تأجيل معرض الكتاب، أنا متحمس جدًا لسماع رأي القراء في هذه الرواية التي تحمل مجموعة التواءات وفكرة مختلفة عن ما قدمته مسبقًا، كما أنها ستنشر مع واحدة من أهم دور النشر المصرية بإذن الله.
15) هل يوجد أي حفلات توقيع جديدة لك في أي محافظة قريباً؟
كتاب المجموعة القصصية الذي سيصدر بإذن الله مع “دار يافي” قريبًا سيكون له حفل تكريم وتوقيع في الاسكندرية ربما خلال الشهر القادم، وإن تم إنشاء معرض القاهرة وكانت متاحة فيه حفلات التوقيع بالتأكيد سيكون للرواية الجديدة نصيب فيه.
و بالنهاية أشكرك جزيل الشكر “أستاذ ضياء الدين خليفة ” على هذا اللقاء الرائع، كان لي الشرف في هذا.
