خواطر

ليلة مع القمر

ذلك القمر المكتمل الذي أجلس بصحبته منذ زمن يبدو اليوم وكأنه يحمل رسالة لي، قد كنت أحادثه طوال الوقت من دون إجابة فقط يجلس مفتخرأ بنوره وجماله أمام عيني التي تذرف الدموع، ولكنه أيضًا لم يفشل يومًا بمواساتي، فقد كان كالرفيق طوال حياتي.

في تلك الليلة شعرت أن الظلام قد حل على أرجاء حياتي بعد أن حاربته وحدي طويلًا، لذلك كنت أشعر بالغيرة من نوره في وسط كل ذلك الظلام الحالك، فسألته غاضبة: كيف؟ كيف لك أن تصمد مضيئًا في وسط كل ذلك الظلام المحيط بكَ. لم لا تصيبك العدوى وتنطفئ؟ وحينها توقف كل شيءٍ من حولي حتى دموعي التي كانت تهطل كالمطر توقفت، أخذت أفكر حقًا كيف؟ أريد أن أعرف.

ففي كل يوم كنت أفقد جزء من نوري حتى من دون أن أشعر كنت أظن أني بخير وأنه لا شيء يحدث لي لم أكن أدرك أن الظلام كان يتسرب إلي ويلتهم روحي شيئًا فشيئًا حتى من أقرب الناس إلي، والآن أنا انطفئت بالكامل، لقد أصابتني عدوى الظلام حتى أني خسرت نفسي التي أصبحت مجرد جثة في داخلي.

أخذت دموعي تهطل مرة أخرى ولكن الآن؛ لأنني أدركت السبب، نعم فقد فهمت الآن ذلك لأن هناك من يدعمك هناك من يمدك بالضوء … هناك الشمس.

اطلب برنامج ويبو للمدارس والجامعات اطلب برنامج ويبو للمدارس والجامعات
error: Content is protected !!